وأنا معه متحدثا فى التجريد مخاطبا للبريد والأمير جمال الدين الموصلى قتال السبع والأمير شمس الدين الدكز السلاحدار، ومن أمراء الطلبخاناه وأصحاب العشرات والحلقة المنصورة زهاء من أربعة آلاف فارس، فسرنا إلى فزة وأقمنا بها متتظرين ما يرسم لنا به وأرسل الأمير شمس الدين قراسنقر إليه يعلمه بأن الجيوش المنصورة قد جاءت لقصده وأقبلت لفل حده وآنه إن بادر بالانابة وسارع بالقطيعة والإجابة فالسؤال يقع فى إعفائه من طريق الجيوش ببلاده واستلامها طارفه وتلاده، وإن تأخر وتعذر فالجواب ما يراه لا ما يقرأه والخطاب بأسنة (السهام لا بلسان الأقلام . فبادر لوقته إلى الامتثال وعجل حمل المال، فحصل الغناء عن العناء وعادت العساكر من غزة فوصلت اول ذى الحجة . وفيها استعنى الأمير بدر الدين أمير سلاح من الخحدمة لكبر سنه وعجز قدرته ، فأعنى ولزم بيته ، فلم يلبث إلا شهورا قلائل حتى دنا حمامه وانقضيت آيامه . وفيها غيث الشام وجاده الغمام وتوالت الأمطار ورخصت الأسعار. وفها وفد اثنان من إخوة سلار وهما جبا وداوود، فأحمسن السلطان إليهما وخلع عليهما وأعطاهما إمرة وجاءتهم السعادة مدة وحلت عيشهما وكاتت مرة . وفيها هلك قطلواشاه نائب قازان بجبال كيلانلأنه جرد لقتالهم، فقصدهم فى جبالهم ، فلقوه برجالهم وقاتلوه فسكروه وقتلوه وعلت كلمة التوحيد وتبدد الكفار شر تبديد . وفيها حصل الاهنمام بتمهيد الجبال من مفسدى الرجال، وذلك أنهم كانوا فى نوبة قازان الى ذكرناها قد تعرضوا إلى فلال العساكر المنصورة ونهوا جماعة منهم عند ع بورهم عليهم ، فكانوا أشد نكاية من التتار ونال المسلمين منهم أبلغ الضمرر، فنهم من استلبوا ماله وتماشه وتركوه ملقى عريان، ومنهم من آخنوا مركوبه وزاده وصرفوه راجلا غرثان، ومنهم من غالوا نفقته الى يرتفق بها وأملكوه بالحرمان ، وربما آذوا أشخاصا فى نفوسهم لما تمادى بهم الطغيان فلما تفرفت لهم الخواطر جهزت إليهم العساكر من دمشق وحمص والحصون توجه إليهم جمال الدين أقوش الأفرم نائب دمشق وجماعة من الأمراء،
Bogga 178