صدمتها بجيوش لو صدمت بها
شم الجبال أزالتها ولم تزل
فأصبحت بعد عز الملك خاضعة
لذلة الملك طول الدهر في سمل
أمست خرابا وأضحى أهلها رمما
اسطرتها بد الأيام فى المثل
هدمت ما شيدوا فرقت ما جمعوا
نقضت ما آبرموه شسر حتفل
وعندما أصبحت قفرا مشبازلم
من السواحل بعد الأهل فى عطل
رحلت عها ولكن قمد آقمت ها
من خوف بأسك جيشأ بغير مرتحل
ورحل السلطان إلى دمشق فعزل عنها الأمير حسام الدين لأجين وولاها علم الدين الشجاعى، وسار منها إلى الديار المصرية وعبر إلى القاهرة المحروسة.
ال وهى مزينة زينة تذهل الأبصار ومواكبه محفوفة بالجحفل الجرار والأسرى بين يديه فى خلق الأسار . وطلع القلعة مسرورأ بما أوتى من التمكين والفتح المبين والفرح بذلك قد عم الناس أحمعين . وفى هذه السنة هلك أرغون ابن أبغا ملك التتار (وقام كيخاتوا أخوه مقامه وخلف أوغون من الأولاد الذكور : قزانوخربندا. وفيها أيضا قتل تلابغا ملك التتار ببيت بركة وملك تقطا بن منكوتمر عوضا عنه . وفيها سير السلطان نجم الدين خضر ال و بدر الدين سلامش إلى بلد الروم لأمور بلغته عنهما، فأراد إبعادها، وأرسل نسوانهما معهما . وانقضت هنه للسنةوهو متع بسلطانه، قرير العبن فى أوطانه
ودخلت سنة إحدى وتسعين وستمائة :
فيها أمر بالإفراج عن الأمير حسام الدين لاجين السلحدار المنصورى ال من الاعتفال ، وكان قد أمسكه فى السنة الخالية وهو نازل على عكا وأرسله: إلى القلعة المحروسة فسجنه بها ، وذلك أنه لما عزله عن دمشق أوجس فى نفسه خيفة وحصل من أوهم السلطان منه ونفره عنه وأوهمه هو أيضا فى نفسه وخوفه أن السلطان قد عزم على حيسه، فسولت له تفسه الهرب من الوطاق ال و اخترق الآفاق وحمله الخوف على أنه ركب ذات ليلة وخرج من الخيام : فأشار عليه بعض أصحابه ونصحائه بالرجوع عن فساد رأيه، فرجع إلى خيمته فى ليلته فسعى الواشى إلى السلطان بقضيته، فأحضره بين يديه وقبض عليه . ولما زال غيظه وحنقه ذكره وأطلقه وأعطاه إمرة بمائة فارس، ورد ماليكه إليه . ولما استكمل ربيع الخيول وانجلى عن وجه الشام كلف الثلج و(.....) والسيول (، وبرز النوار وظهرت الأزهار وصدحت الأطيار ال و التحفت يبرود حبرها الأغصان والأشجار ، أزمع السلطان المسير إلى الشام، فسار وخرجت العساكر الى تملأ الأقطار . وكان ذلك فى جمادى الأولى فوصل دمشق فى أثنائه، فأفاض الأموال من عطائه وأنفق فى العساكر المصرية والشامية وخرج طاليا قلعة الروم لينال من فتوحها ما يروم، إذلم يبق فى أطراف مملكته شىء خارج عن يده سواها ، وكانت مغيرة على المسلمين المحجاورين لها وعابرى السبيل المترددين من تحتها : وهى من أحصن القلاع وأشهرها بالامتناع لأنها مرتفعة غاية الارتفاع ، موضوعة على جبال صعية المسالك ممتنعة عن السالك، لا يتخلص إليها الراجل إلا بعد التعب الشديد والجهد الأكيد، وليس حولها فسحة لنزول العساكر ومحر الفرات
Bogga 130