كشتغدى الشمسى وبدر الدين بيليك المسعوهى وشرف الدين قيران السكرى. والقتال من كل الفريقين يشتد والعسكر المنصور للجهاد يعتد والنوب التركية مستمرة نهارا وليلا، والمعاول فى الثقوب تهج سبيلا فسبيلا وأرشدت معونة الله من الجهة / التى كنت إليها والبدنة التى كنت أدانيها إلى مرمة غملتها وستارة من اللبد لفقتها ورفعتها على صاريتين نصبتهما وبكرتين أعددتهما فصارت سترة بيتنا وبين البرج الى هناك ، فحصل التمكن من ردم الخندق والتوصل إلى العبور والتوغل إلى السور . وبلغ السلطان هذا الأمر فأعجبه وركب بنفسه وضربت الكوسات وضجت البوقات وعلت الأصوات وزحفت الأبطال والكماة ، وقاتلوا الإفرنج قتالا شديد الكفاح وعدلوا عن الرماح إلى الصفاح، وتكاثروا على الأسوار، فتسوروها وحملوا السناجق ورفعوها، ال وذعروا القوم ذعرأ شديدا وأخذتهم السيوف أخذا مبيدا، وأثخن المسلمون فيهم اثخانا عنيدا وقتلوا منهم عديدا وسبوا نسوانهم وشبابهم وتهبوا أموالهم ال و أ عيانهم وخربوا أوطانهم ومنازلهم وعصت الأبراج الكبار وهى الداوية والأمن والاسبتار، هيهات، وقد شملهم الصغار وحاق بهم البوار وعدموا النصر والأنصار لكن دعاهم إلى ذلك الذعر الشامل وخيقة الموت العاجل، ولم يكن لهم سبيل إلى الفرار ولا وجه للقرار، فغلقوا أبواب البروج وتربصوا عن الخروج، ثم لإنهم استأمنوا ، فأخذوا وأخرجوا وفرقوا على الأمراء، فقتلوا . وكان هذا الفتح العظيم فى يوم الجمعة السابع عشر من جمادى الآخرة 551ا ال وخربت عكا وغودرت (دكا ، وجعل الله فتحها أولاو أخيرا لصلاح الدين مذخورا، فإنها أولا فتحت على يد صلاح الدين يوسف ين أيوب وأخيرا فتحت على يد صلاح الدين خليل بن المنصور، فابتهج حينيذ المسلمون وفرح يوميذ بنصر الله المؤمنون، وضربت البشائر فى المدن الإسلامية والحصون.
ولما فتحت هذه المدينة وكمانت أم اليلاد الساحلية وحمرة المدن الفرنجية، وقذف الله الرعب فى قلوب أهل البلاد المحاورة لها ، فذلت رقابهم لسطوات السلطان وبذلوا الإذعان وأرسلوا يسألون الأمان، فأجيبوا إليه وسلموا حصوبهم وخرجوا منها وتخلوا بحكم العجر عها، فتسلمها السلطان بلا تعب، ونصب سناجقه علها بلا نصب، وآغنته سعادة جده عن اتعاب جنده واقبال دهره
Bogga 127