ذلك الشئ نعتا للاخر، والاخر منعوتا، وسواء فيه الجوهر وغيره ، وقد استضعف ابن الحاجب دليل الجبرية هذا.
فصل قالت العدلية: العقل حاكم (1) بحسن الأشياء وقبحها لوجوه - منها: أن الناس طرا يجزمون بقبح الظلم والكذب الضار ، ويذمون على ما يجزمون بقبحه، وليس ذلك بالشرع، إذ يقول به المتشرع وغيره، ولا العرف لاختلافه باختلاف الأمم، وهذا لا يختلف بل الأمم قاطبة متفقون عليه.
ومنها: أنه لو لم يكن عقليا لحسن منه تعالى الكذب، وخلق المعجز على يد الكاذب، وفي ذلك ابطال الشرائع وبعثة الرسل بالكلية، إذ لا يتبين صدقه تعالى من الكذب ولا النبي عن المتنبي.
ومنها: أنه لو لم يكن الحسن والقبح عقليين لجاز أن الشارع يحسن ما قبحه، ويقبح ما حسنه، كما في النسخ فيلزم جواز حسن الإساءة، وقبح الاحسان، وذلك باطل بالضرورة.
ومنها: أنا نعلم أن من خالفنا في هذه المسألة بأنه يفرق بضرورة عقله بين من أحسن إليه ومن أساء، وبين الظلم والعدل، ومن
Bogga 22