ترجمة الإمام عبدالله بن موسى
ومات في أيام هذا المتوكل العباسي متواريا الإمام عبدالله بن الإمام موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط عليهم السلام.
وكان وحيد عصره، ونسيج دهره، وهو أحد الأعيان من أهل البيت الذين اجتمعوا في دار محمد بن منصور المرادي، وبايعوا الإمام القاسم بن إبراهيم، وهم الثلاثة المذكورون، وأحمد بن عيسى بن زيد، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد، وقد كان أراد المأمون بعد موت الإمام علي بن موسى الرضا أن يواصله، وألف رسالة طويلة إليه، وأجاب عليه الإمام عبدالله بن موسى بجواب، منه: فبأي شيء تعتذر فيما فعلته بأبي الحسن صلوات الله عليه - يعني الإمام علي بن موسى الرضا - أبالعنب الذي أطعتمه حتى قتلته به.
إلى أن قال: فعلمت أن كتاب الله أجمع كل شيء، فقرأته فإذا فيه: {ياأيها الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة} [التوبة:123]، فلم أدر من يلينا منهم، فأعدت النظر فوجدته يقول: {تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} [المجادلة:22]، فعلمت أن علي أن أبدأ من قرب مني، فتدبرت فإذا أنت أضر على الإسلام والمسلمين من كل عدو لي.
حتى قال: وأنت دخلت فيه ظاهرا، وطفقت تنقض عراه عروة عروة، فأنت أشد على الإسلام ضررا.
Bogga 182