يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (١).
وأمر ﷾ المؤمنين أن يتذكروا دائمًا تلك النعمة العظيمة؛ نعمة النصر في بدر، ولا ينسوا من أذهانهم كيف كانت حالتهم قبل النصر، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (٢). (٣)
٣ - ثقة النبي في ربه في غزوة أحد:
ورغم هزيمة المسلمين في غزوة أحد إلا أن النبي ﷺ كان واثقًا في الله تعالى، ولم تكن الهزيمة أبدًا سببًا في زعزعة العقيدة، والتمسك بالإيمان الكامل بالله ﷾.
ففي هذه الغزوة جاء تذكير المؤمنين بالسنن ودعوتهم للعلو الإيماني، وهذا لثقتهم في ربهم قال تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٤).
إن المتأمل في هذه الآيات الكريمة يجد أن الله ﷾ لم يترك المسلمين لوساوس الشيطان في محنة غزوة أحد، بل خاطبهم بهذه الآيات التي بعث بها الأمل في قلوبهم، وأرشدهم إلى ما يقويهم ويثبتهم، ويمسح بتوجيهاته دموعهم ويخفف عنهم آلامهم.