105

Trust of a Muslim in Allah in Light of the Quran and Sunnah

ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

Daabacaha

دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

وهو يقوم بتبليغ الدعوة» (١). إن المثابرة على الدعوة، والاستعانة على وعثاء الطريق بطول الصبر، وحسن التأسى وصدق الاعتماد على الله، وتفاني الداعية في حقيقة رسالته، هو طريق النجاح، ومحاولة الإفلات من هذه السنة العامة لا يتاح لأحد، وفي هذا يقول الله لنبيه ﷺ: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ (٢). إن أنباء المرسلين تتابعت على كر الدهور مؤكدة هذه الحقيقة، ومؤكدة كذلك أن عقبى الصبر الجميل جميلة، وأن نصر الله يجيء في نهاية المطاف كما يجيء الصباح بمد اعتكار الظلام. وقوانين المجتمع الإنساني في ذلك تشبه قوانين الحياة المادية لا تنخرم ولا تتخلف. لقد قال يوسف ﵇ لإخوته: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٣). إن هذه الآية كأي قانون مادي في علم الطبيعة أو الكيمياء تشير إلى أن الفرد الذي يستجمع هاتين الخلتين من معنى الإحسان لا بد أن يدركه التوفيق وتلحظه العناية وينجح في حياته حيث يخفق الآخرون الذين يقصرون في هذا المضمار .. ولذلك يقول إخوة يوسف ﵇ له: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ (٤). وإيثار الله ليوسف ﵇ لم يكن عطاء من غير مؤهل، بل أتى بعد مراحل شاسعة من الكفاح والعفاف والمصابرة والتجمل ... وكما تصدق هذه السنة في حياة الأفراد تصدق في حياة الجماعات فإن الأمم لا ترزق التمكين في الأرض

(١) عقيدة المسلم، الشيخ محمد الغزالي ص ٢٢٣، ط/ ١، دار نهضة مصر. (٢) سورة الأنعام، الآية: ٣٤. (٣) سورة يوسف، الآية: ٩٠. (٤) سورة يوسف، الآية: ٩١.

1 / 111