الرؤية: "هذه الأحاديث وغيرها كثير تدل دلالة قاطعة على أن المؤمنين يوم القيامة ينظرون إلى ربهم في عرصات القيامة وفي الجنات، ومن تأول ﴿نَاظِرَةٌ﴾ بأنها تنتظر الثواب فقد بعد عن الحق والصواب ولم يفهم قوله تعالى في حق الكفار: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ ١، فقد قال الإمام الشافعي: ما حجب الفجار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه ﷿ وقد تواترت الأخبار عن رسول الله ﷺ بما دلت عليه الآية الكريمة"٢.
وقال به الشيخ محمد عبد الله الجزار٣، فقال في تفسيرها: "في هذا اليوم نرى وجوه أهل الإيمان الخالص مشرقة مبتهجة ممتعة بالنظر إلى ربها الكريم، فتراه سبحانه بلا كيف ولا إحاطة فيكون ذلك كمال لذتها وتمام سرورها، وفي الحديث عن النبي ﷺ: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك" وفي معنى الحديث الآخر: "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر"، ولما كانت رؤية المؤمنين لربهم سبحانه في الآخرة تكميلا لسرورهم فإن الله تعالى حرم الكفار من ذلك: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ ٤، ومن عقائد أهل السنة أن المؤمنين يرون الله تعالى في الآخرة ونعوذ بالله من طريقة من يلحد في آيات الله كالمعتزلة الذين يقولون تحريفا لمعنى الآية: منتظرة نعم ربها، فنحن نقول حقيقة: وجوه المؤمنين ناظرة إلى ربها ورائية له وهم يقولون: منتظرة ... إلخ، ونعوذ بالله من اتباع غير سبيل المؤمنين"٥.
وقد رجح الدكتوران أحمد السيد الكومي، ومحمد سيد طنطاوي في تفسيرهما لسورتي الأنعام والأعراف مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك، فقالا في تفسير قوله تعالى: ﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ ٦: "والذي نراه أن