177

Trends of Tafsir in the 14th Century

اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

Daabacaha

طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم ٩٥١/ ٥ وتاريخ ٥/٨/١٤٠٦

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٠٧هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٦م

Noocyada

وهو نفسه يعترف بأن هذا التعريف "لا يشمل إلا الإمامية والجارودية من فرقة الزيدية، أما باقي فرقة الزيدية فلا يشملهم التشيع، وكذا لم يعتبر في التعريف الاعتقاد بإمامة أئمتهم المعروفين بعد علي ﵁ مع أنه هو ومشايخهم ينكرون سمة التشيع لمن لم يؤمن بالأئمة، وزد على هذا العقائد الأخرى كالتقية والرجعة وغيرهما، فقد ربط علماؤهم وصف التشيع بالإيمان بها وكل هذا غير داخل في تعريف المفيد. وهناك تعاريف أخرى كثيرة وكلها تدور حول وصف الإيمان بإمامة علي ﵁ ولا يذكر الخصائص الأخرى التي لا يشاركهم فيها أحد غيرهم؛ ولهذا فإن بعض علمائهم يتمسك بتعريف ابن حزم للشيعة حيث قال: "ومن وافق الشيعة في أن عليا ﵁ أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ وأحقهم بالإمامة وولده من بعده فهو شيعي، وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون، فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعيا"١. ومن هذا نرى أن ابن حزم جعل من خصائصهم الإيمان بإمامة علي ﵁ وولده من بعده، فهو أدق من تعريف المفيد، وبين أيضا أن هذا هو الأصل في التشيع ولا أثر بعد ذلك فيما عداه من العقائد الأخرى، ويقصد بها التقية والعصمة والرجعة وغيرها. ومع أن هذا التعريف فيما نرى هو الأقرب وهو الذي اختاره بعض كتاب الشيعة المعاصرين، فإنه ينبغي أن نفرق بين الشيعة في أطوارهم الأولى والشيعة المتأخرين، فالشيعي في الطور الأول يطلق على كل من فضّل عليا وقدمه على عثمان ﵄ ولهذا قال ليث بن أبي سليم، الذي أخرج له مسلم: "أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدا"٢، وقال أبو إسحاق السبيعي: "خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر

١ الفصل في الملل والأهواء والنحل: ابن حزم، ج٢ ص١٠٧. ٢ المنتقى من منهاج الاعتدال: أبو عبد الله الذهبي ت٣٦٠-٣٦١.

1 / 184