Sagaal Fikrado oo Ku Saabsan Waqtiga
تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال
Noocyada
قد تكمن الإجابة في تلك الكموم الهائلة من الثقوب السوداء المجهرية والوصلات الدقيقة بين الثقوب الدودية عبر الفراغ الفائق. لا يمكن لشيء مادي أن يسافر عبر ثقب دودي مجهري؛ لكن قد يمكن للمعلومات (قوانين الفيزياء) أن تتسرب من خلال الثقوب الدودية، فتنتشر على الفور في كل جزء من أجزاء الكون وكل نقطة في الزمن لضمان أن كل الإلكترونات وكل الذرات وكل شيء تتكون منه وتنشئه يتبع القوانين الفيزيائية نفسها.
وإليك أقصى درجات الإطناب والتكرار. قد يكون الأمر أننا نحظى بقوانين فيزياء عالمية فقط لأن السفر عبر الزمن ممكن في واقع الأمر. وفي تلك الحالة، لن يكون من المدهش أن قوانين الفيزياء تسمح بالسفر بالزمن. لكن هل يعني «السفر» عبر الزمن أن بإمكاننا تغيير الطريقة التي يمضي بها الزمن؟ ليس بالضرورة.
هوامش
التصور السابع: كل شيء سيوجد موجود بالفعل
«الزمن الحاضر والزمن الماضي/كلاهما ربما حاضر في المستقبل/والماضي ربما يحتوي المستقبل.»
تي إس إليوت، «الرباعيات الأربع»
لم تبدأ فكرة أن المستقبل ثابت كالماضي - ومن ثم يشكل الزمكان الرباعي الأبعاد كتلة مصمتة وغير قابلة للتغيير - مع هيرمان مينكوفسكي وتطبيق المفاهيم الهندسية على نظرية النسبية الخاصة، ولم تظهر حتى مع إتش جي ويلز. فقد استخدم أكثر من فيلسوف من فلاسفة القرن التاسع عشر مصطلح «وحدة بنائية» في هذا السياق، إلا أن استخداما واضحا ومحددا بصفة خاصة لهذا المصطلح ورد في كتاب فرانسيس هيربرت برادلي بعنوان «مبادئ المنطق» الذي نشر في عام 1883. في هذا الكتاب وصفنا هيربرت بأننا ركاب على متن مركب يسافر عبر نهر الزمن، وعلى ضفة هذا النهر يقف صف من المنازل المتلاصقة، كل منها يحمل رقما (ربما اختار هذا الوصف ليحاكي ترقيم القرون). وفيما ننزلق عبر النهر مرورا بالمنزل رقم 19، ثم رقم 20، ثم رقم 21، وهكذا، «يمتد صف الماضي والمستقبل الثابت في وحدة واحدة أمامنا وخلفنا.»
ما فعله مينكوفسكي هو أنه وضع هذا النوع من التفلسف التأملي على أساس رياضي آمن. ففي سياق الحديث نفسه الذي أشار فيه إلى اتحاد المكان والزمان في وحدة واحدة، قدم مينكوفسكي فكرة خطوط العالم. وبعد أن أوضح كيف أن أي «نقطة عالمية» في نسيج الزمكان يمكن أن تتمثل بأربعة أرقام في «نظام قيم يتكون من القيم أ، ب، ج، د»، وبعد أن وصف «مسار» أي نقطة بأنه «منحنى في العالم، أو خط عالمي»، مضى مينكوفسكي يقول: «في رأيي أن القوانين الفيزيائية يمكن أن تجد أمثل تعبير عنها في وصفها بأنها علاقات بين خطوط العالم هذه.» وقد أصبحت تلك الفكرة عنصرا رئيسا في نظرية النسبية العامة، وبعد فترة وجيزة من إثبات صحة أحد تنبؤات تلك النظرية من خلال ملاحظات عن انحناء الضوء وراء الشمس ، أشار أحد المساهمين في مجلة «نيتشر» إلى أحد تداعيات ذلك:
1
لنفترض أن ماضي الكون ومستقبله مصوران في فضاء رباعي الأبعاد، وظاهران لأي كائن لديه وعي البعد الرابع. إذا كانت ثمة حركة لفضائنا الثلاثي الأبعاد بالنسبة إلى البعد الرابع، فإن كل التغيرات التي نشهدها وننسبها إلى تدفق الزمن ستعزى ببساطة إلى هذه الحركة؛ إلى وجود المستقبل كله وكذلك الماضي في البعد الرابع.
Bog aan la aqoon