بالزهرة أو بالفراشة لاعبا لاهيا،
إلى أن يقهقه البخيل وهو يموت
إذ يضحك ضحكاته الأخيرة فوق فراش الفناء
حينما يسمع أن جاره الثري قد أصابه الإفلاس.
من رواية تمثيلية قديمة
لبث السير كنث بضع دقائق وحده في الظلام، وكان في ذلك عطلة له، وبات لزاما عليه أن يمد أجل غيابه عن مقر حراسته، وبدأ يدب في نفسه الندم على السهولة التي أغري بها على أن يترك مكانه، ولكن لم يعد يطرأ على ذهنه أن يعود دون أن يرى السيدة أديث. لقد خرج على النظام العسكري، واعتزم أن يحقق على الأقل صدق الأمل الذي أغري به وساقه إلى ما فعل، ولكن موقفه لم يكن رضيا في ذلك الحنين فلم يكن هناك ضوء يبين له أية غرفة كانت تلك التي سيق إليها - والسيدة أديث كانت من الوصيفات الملازمات لملكة إنجلترا - ولو عرف عنه كيف ولج السرادق الملكي خلسة، فقد يؤدي ذلك - لو كشف الأمر - إلى شكوك كثيرة خطرة. أسلم الفارس نفسه لهذه الخواطر البغيضة إلى النفس، وكاد يود لو عاد وتم له ذلك دون أن يرى. وإذ هو كذلك، طرق أذنه شغب من أصوات النساء يتضاحكن ويتهامسن، ويتبادلن الحديث في غرفة مجاورة لا يفصله عنها إلا حاجز من القماش، كما تدل على ذلك الأصوات التي نمت إليه، وقد عرف أن المصابيح موقدة من النور الخافت الذي انتشر حتى ظهر على الجانب الذي كان إلى ناحيته من الحاجز الذي يقسم السرادق، واستطاع أن يرى ظلالا لشخوص عديدة، كانت تجلس وتتحرك في الغرفة المجاورة. وليس عدلا أن نقول إنه لم يكن من اللياقة في شيء أن يستمع السير كنث - وهو في موقفه الذي وقف - إلى الحديث الذي ألفى نفسه وقد التذ منه غاية اللذة.
وقال صوت من أصوات أولئك النسوة الضاحكات المختفيات عن الأبصار: «ادعها،
1
ادعها، بحق العذراء! أي نكتبانس، إنك سوف تعين سفيرا لبلاط «برسترجون» لتريهم كيف أنك تستطيع أن تؤدي الرسالات بحكمة وتدبير .»
وسمع السير كنث صوت القزم الأجش، وقد خنع واستذل، حتى إن الفارس لم يدرك مما كان يقول، إلا أنه قد تفوه بشيء عن أسباب الطرب التي قدمت للحراس. «ولكن كيف نستطيع أيتها الأوانس أن نخلص من هذا الروح
Bog aan la aqoon