ثم نظر الفارس إلى الأسقف وقال: «إن هذا لشيء عجاب؛ لقد تم شفاء الرجل ولا ريب في ذلك، لا بد لي أن أصطحب هذا الطبيب توا إلى خيمة الملك رتشارد؛ ماذا ترى يا نيافة الأسقف؟»
فقال العربي: «البثا قليلا ودعاني أتم علاجا قبل أن أشرع في الآخر؛ سوف أصحبكما بعد أن أناول مريضي الكأس الثانية من هذا الإكسير المبارك.»
وبعد أن فرغ من حديثه، استخرج كأسا فضية وملأها بالماء من جرة كانت إلى جانب السرير، ثم أخرج كيسا صغيرا من الحرير المطرز مجدولا بالفضة، ولم يعلم الحاضرون ما بداخله، ثم غمره في الكأس ولبث يرقبه في سكون مدة خمس دقائق، وخيل للنظارة أن الماء قد فار وجاش من هذا العمل، ثم هدأ بعد لحظة.
وقال الطبيب للرجل المريض: «اشرب ونم ثم اصح بريئا من المرض.»
فقال أسقف صور: «أفبهذه الجرعة الهينة تأخذ على نفسك علاج الملك؟»
فرد عليه الرجل الحكيم وقال: «لقد شهدت أني عالجت بها رجلا بائسا، فهل ملوك الفرنجة من طينة غير الطينة التي خلق منها أدنى رعاياهم؟»
فقال بارون جلزلاند «لنسقه توا إلى الملك؛ لقد دل على أنه يعرف سر السبيل إلى استرداد صحته، ولو أنه أبى مباشرة العلاج لأرديته حيث لا يجدي فعل الدواء.»
وبينما هم يتأهبون لمغادرة الكوخ، صاح الرجل المريض وقد رفع صوته بقدر ما سمح له ضعفه وقال: «أبانا المقدس، ويا أيها الفارس النبيل، وأنت أيها الطبيب الرءوف، إن أردتموني على أن أنام وأشفى فخبروني برا منكم وإحسانا؛ ماذا دها سيدي العزيز؟»
فأجاب القس: «لقد رحل يا صديقي إلى بلاد نائية يحمل رسالة نبيلة قد تستبقيه بضعة أيام.»
وقال بارون جلزلاند: «كلا، ولماذا تخدع هذا الرجل المسكين؛ لقد عاد سيدك إلى المعسكر وعما قريب تراه.»
Bog aan la aqoon