وتجعل منها آلة للحرب والفناء.
مذ نفخ الله فينا الحياة،
ومد لنا على وجه الأرض الأجل،
وأنت تقضي في الرجال؛
وإذا صار للموت حين،
منك كان الألم؛
فهل انقضى في الأرض سلطانك يا روح الظلام؛
عجبا! من ذا الذي يتصدى للجواب؟
3
ولربما كانت هذه الأنشودة تعبيرا طبيعيا صادرا عن قلب فيلسوف لا يملأ النور كل أرجاء صدره، فيلسوف لا يرى في ألوهية أهرمان الكاذبة إلا سيادة الشر الخلقي والأذى الجثماني، ولكنها في أذني السير كنث كان لها أثر آخر، فقد كان لها في مسمعه - إذ كان يتغنى بها رجل يفخر بانتسابه إلى الجن - رنين كأنه رنين الدعاء إلى الشيطان عينه، وقد استمع كنث إلى هذا الكفران في قلب الصحراء عينها، التي وقف فيها الشيطان يطلب إلى الناس الولاء له، فصب الله عليه نقمته، فأخذ «كنث» يوازن بين نفسه ونفسه إن كان خيرا له أن يفصل في الحال عن رفقة العربي الكافر، كي يشعره بضجره، أو يتحداه للنزال دون توان، ويتركه في القفر طعاما للوحوش - إن كان حتما عليه ذلك وفاء لميثاقه كمحارب صليبي - وإذ هو كذلك، إذا بشبح لم يكن في الحسبان يجذب منه التفاته.
Bog aan la aqoon