ولكن الناسك كان قد فصل عن الفسطاط فلم يستمع إلى جوابه.
وقال الرئيس الأعظم: «تعال إلى هذا الترس على عجل، وما دمت تريد أن تؤدي هذا العمل الطائش فاستمع إلي. أظنني أعرف أكثر مواطن الضعف في نفسك عن ظهر قلب، وإذن فلنغض الطرف عن التفصيل فقد يطول، ولنبدأ بالغفران؛ لا طائل من سرد الآثام الدنسة ونحن نقدم على إزالتها من أيدينا.»
فقال كنراد: «إنك تعرف من أنت، فمن الكفر بالله أن تتحدث عن مغفرة الآخرين.»
فقال صاحب المعبد: «إن هذا لا يتفق ونصف الكتاب يا سيدي المركيز؛ إنك أكثر وسوسة من الأرثوذكس؛ إن غفران القس اللئيم له من الأثر كما لو كان قديسا، وإلا فاللهم ارحم التائب المسكين! من هذا الجريح الذي يسأل إن كان الجراح الذي يضمد جراحه طاهر اليدين؟ تعال وهيا بنا إلى هذا العبث.»
فقال كنراد: «كلا، والله لخير لي أن أموت بغير اعتراف من أن أهزأ بالسر المقدس.»
فقال صاحب المعبد: «تعال أيها المركيز النبيل، استنهض شجاعتك، ولا تقل بهذا القول، إنك سوف تقف بعد ساعة ظافرا في ساحة النزال، أو تعترف وأنت في خوذتك كما يعترف الفارس المقدام.»
فأجاب كنراد قائلا: «يا للويل أيها الرئيس الأعظم؛ إن كل شيء في هذا الشأن كان مشئوما، وما اكتشاف الكلب بغريزته عن الأمر هذا الكشف العجيب، وإعادة الفارس الاسكتلندي إلى الحياة، ومجيئه إلى ساحة النزال كالطيف، ما هذا إلا من علائم الشر.»
فقال صاحب المعبد: «ما هذا الهراء! لقد رأيتك وأنت تصوب رمحك نحوه جسورا وأنتما تلهوان، وقد تعادلتما في الظفر؛ فاحسب أنك في مباراة. ومن ذا الذي يقف في ميدان الطعان خيرا من وقفتك؟ تعالوا أيها الحشم وخدام السلاح؛ إن سيدكم ينبغي أن يتأهب لميدان القتال.»
فدخل الخدم على إثر ذلك وشرعوا في تسليح المركيز.
وقال كنراد: «كيف جو الصباح في الخارج؟»
Bog aan la aqoon