فأجاب الدوق قائلا: «إن كنت تعني هذه الحرب الصليبية، فوالله كم وددت لو تشتت إجماعها وآب كل منا إلى وطنه آمنا مطمئنا! وإني لأقول بذلك واثقا.»
فقال مركيز منتسرا: «ولكن ما أشد على النفس أن تتم هذه التفرقة على يدي الملك رتشارد، وما رضينا أن نكابد كل ما كابدنا إلا في سبيله، وما خضعنا له خضوع العبد لسيده إلا ليستخدم بسالته ضد خصومنا، ولا يوجهها إلى أصدقائنا!»
فقال الأرشدوق: «إني لا أرى أنه أكثر من غيره شجاعة بكل هذا، وإني على يقين أن المركيز النبيل لو التقى وإياه في ساحة النزال لغلبه على أمره، فلئن كان رجل الجزيرة يضرب بفأسه ضربا شديدا فهو لا يحذق الطعن بالرماح، والله ما كان أخف على نفسي من أن ألقاه بنفسي - على ما بيننا من خصومة قديمة - لو كان خير العالم المسيحي يسمح للأمراء الملوك أن ينفسوا عن أنفسهم بالنزال. وإن شئت، أيها المركيز النبيل، نبت عنك في هذا النزال.»
وقال كبير رجال المعبد: «وأنا كذلك.»
فقال الدوق: «إذن فلتأتيا سيدي إلى فسطاطي، وتقضيا لدي قيلولة هذا النهار، حيث نستطيع أن نتحدث في هذا الشأن على مائدة الشراب الرحيق.»
فدخلا إثر قوله فسطاطه.
وكان المحدث قد استغل حريته ودنا من سيده بعد ما افرنقع الجميع، ووقف المهرج «جوناس شوانكر» على بعد احتراما لسيده، وقال لصاحبه المحدث: «ماذا كان بين مولانا وهذه الجموع الغفيرة؟»
فقال المحدث: «خفف من تشوفك يا ابن التهريج؛ لا يليق بي أن أخبرك بمشورة مولانا.»
فقال جوناس: «لقد أخطأت يا رجل الحكمة؛ إنما نحن كلانا خادمان ملازمان لولي أمرنا، ويهم اثنانينا سواء أن نعرف أينا أكثر به اهتماما من أخيه، أصاحب الحكمة أم رجل التهريج؟»
فقال المحدث: «لقد قال للمركيز ولرئيس رجال المعبد إنه كل من هذه الحروب وكم يسره أن يعود إلى وطنه آمنا.»
Bog aan la aqoon