يجري الزمان لنا بأربعة ... غيرن ما أصلحن بالأمس
يوم وليل دائر بهما ... نحس وسعد غاية النفس
إن المسقر بعد عزته ... ناء عن الخلان والأنس
والموت أس للنفوس متى ... حل القضاء رجعن للاس
هيهات لم يخدع فكان فتى ... لابد أن يمسي بلا حس
رهنا ببطن تنوفة أبدًا ... بالحنو حنو الرمل في رمس
وان الخضر ﵇ قال لذي القرنين: قد بلغت مبلغًا ليس وراءه من مزيد
ولا مرمى وطفت جزائر المحيط وبلغت حجة الله على الجن والأنس بالمغرب، فانتظر ما يوحى إليك فأقام حينًا ينتظر حتى رأى السبب الصادق فناداه مناد من السماء: يا ذا القرنين اليوم الغناء وغدًا الفناء اليوم العارية وغدًا الهبة يا ذا القرنين إن النار زفرت وتغيظت على من يعرف الله ولم يغضب له يا ذا القرنين عذ بالرضى من الغضب وبالولاء من السخط، يا ذا القرنين اطلع مشارق الأرض فإنها ثلاثمائة مطلع وخمسة وستون مطلعًا تحت كل مطلع أمة لا يعرفون الله ولا يقنون بالبعث فبلغ حجة الله وأقمها على من لا يعلم وعده ووعيده. وإن الخضر أتى ذا القرنين فقال له: يا ذا القرنين إن لم يقل لك فسيقال لك وإن لم تر فسترى فهل قيل لك أو رأيت؟ قال له ذو القرنين: رأيت الأسباب الصادقة وسمعت النبأ العظيم يأمر وينهي.
وصية الخضر ﵇
قال له الخضر: يا ذا القرنين إن الله مكن لك في الأرض وآتاك من كل