Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
لا ينقض عهده " ام تقولون على الله ما لاتعلمون " من الباطل جهلا وجراءة عليه القراءة: وفي القراء من قرأ " أوتخذتم " بادغام الذال في التاء.
ومنهم من لم يدغم. واصل أتخذتم أأتخذتم. دخلت ألف الاستفهام على ألف القطع من نفس الكلمة، فكره اجتماعهما فحذفت الاصلية، وبقيت التي للاستفهام، لانها لمعنى - وهي وان كانت للاستفهام في الاصل - فالمراد بها هاهنا النكير، والتوبيخ، والاعلام لهم ولغيرهم أن الامر بخلاف ما قالوه، وانهم يقولون بغير علم.
والدليل على انها ألف استفهام كونها مفتوحة. ولو كانت اصلية لكانت مكسورة في إتخذتم، ولذلك يدخل بينهما المد كما قالوا في " آلله اذن لكم "(1)، لان قوله: " اذن الله " لو اخبر بها لكانت مفتوحة. ولو لم تدخل المدة لاشتبهت ألف الاستفهام بهمزة الخبر، وليس كذلك هاهنا، لان الفتحة تختص للاستفهام وفي الخبر تكون مكسورة. وفي المفتوحتين لابد من الجمع بين الهمزتين.
ومنهم من يفصل بينهما بمدة. ومنهم من لا يفصل، نحو قوله " أأمنتم من في السماء "(2)
قوله تعالى: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب
النار هم فيها خالدون(81)
آية بلا خلاف.
الاعراب والقراءة: قرأ اهل المدينة خطيئاته على الجمع. الباقون على التوحيد.
قوله " بلى "
جواب لقوله: " لن تمسنا النار إلا اياما معدودة " فرد الله عليهم بأن قال: " بلى من احاطت به خطيئته " ابدا. وبلى تكون جوابا للاستفهام الذي اوله جحود. وتكون جوابا للجحد وان لم تكن استفهاما، كقوله: " تقول
---
(1) سورة يونس: آية 59.
(2) سورة الملك: آية 16.
Bogga 321