160

Tibyan

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Noocyada

Fasiraadda

وأزله الشيطان عن الحق: إذ أزاله والمزلة: المكان الدحض(1) والمزلة: الزلل في الدحض والزلل: مثل الزلة في الخطأ والازلال: الانعام وفي الحديث: (من أزلت إليه فليشكرها) بمعنى أسديت.

قال كثير:

وإني - وإن صدت - لمثن وصادق

عليها بما كانت إلينا أزلت(2)

ويقال: أزللت إلى فلان نعمة، فأنا أزلها إزلالا فالاصل في ذلك الزوال والزلة: زوال عن الحق ومعنى " أزالهما "(3): نحاهما من قولك: زلت عن المكان: اذا تنحيت منه والوجه ما عليه القراء(4) لان هذا يؤدي إلى التكرار، لانه قال بعد ذلك " فأخرجهما " فيصير تقدير الكلام: فأخرجهما الشيطان عنها فأخرجهما وذلك لا يجوز ويحسن أن يقول: استزلهما فأخرجهما.

ومن قرأ: " أزالهما "، أراد المقابلة بين قوله: " أزالهما " وبين قوله: " اسكن "، لان معناه: اسكن واثبت انت وزوجك وتقديره: اثبتا، فأراد أن يقابل ذلك فقال: " فأزالهما " فقابل الزوال بالثبات وإنما نسب الازلال والاخراج إلى الشيطان لما وقع ذلك بدعائه ووسوسته وإعوائه ولم يكن إخراجهما(5) من الجنة على وجه العقوبة، لانا قد بينا أن الانبياء لا يجوز عليهم القبائح على حال ومن أجاز عليهم العقاب، فقد أعظم الفرية وقبح(6) الذكر على الانبياء وإنما أخرجهم من الجنة، لانه تغيرت المصلحة لما تناول من الشجرة، واقتضى التدبير والحكمة تكليفه في الارض وسلبه ما ألبسه الله (تعالى) من لباس الجنة وقال قوم: إن إلباس الله له ثياب الجنة كان تفضلا وللمتفضل أن يمنع ذلك تشديدا للمحنة كما يفقر بعد الغنى، ويميت بعد الاحياء، ويسقم بعد الصحة فان قيل: كيف وصل إبليس إلى آدم حتى أغواه ووسوس اليه وآدم كان

---

(1) الدحض بفتح الحاء وسكونها، من الامكنة: الزلق ج: دحاض.

(2) في المطبوعة والمخطوطه (عليا) بدل (عليها) الديوان.

(3) على قراءة حمزة.

(4) أي بتشديد اللام.

(5) في المخطوطة (باخراجهما).

(6) وفتح خ ل.

Bogga 159