144

Tibyan

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Noocyada

Fasiraadda

ومعنى " انبئهم ": خطاب لآدم، يعني اخبر الملائكة، لان الهاء كناية عنهم وموضعهم النصب " باسمائهم " يعني باسماء الذين عرضهم على الملائكة والهاء والميم في اسمائهم كناية عن المرادين بقوله: " باسماء هؤلاء " وقد مضى بيانه.

وقوله: (واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فالابداء والاعلان والاظهار بمعنى واحد يقال: بدا وعلن وظهر وضد الابداء الكتمان، وضد الاظهار الابطان وضد الاعلان الاسرار يقال: بدا يبدو من الظهور وبدأ يبدأ بداء بالهمز - بمعنى استأنف قال صاحب العين: بدا الشئ يبدو بدوا: اذا ظهر وبداله في الامر: بدء وبداء - بالهمز - بمعنى استأنف والبادية اسم الارض التي لا حضر فيها واذا خرج الناس من الحضر إلى الصحراء والمرعى، يقال: بدوا بدا واسمه البدو ويقال اهل البدو، واهل الحضر واصل الباب الظهور والخفاء نقيض الظهور.

وقال الرماني حد الظهور: الحصول على حقيقة يمكن أن تعلم بسهولة والله ظاهر بادلته باطن عن احساس خلقه وكل استدلال فانما هو ليظهر شئ بظهور غيره والكتمان: نقيض إعلان السر ونحوه وناقة كتوم وهي التي لاترعوا اذا ركبها صاحبها أي لاتصيح والكاتم من القسي: التي لا ترن اذا انتضيت الالف في قوله: " ألم أقل لكم " ألف تنبيه كقول القائل: أما ترى اليوم ما اطيبه لمن يعلم ذلك إلا أنك تريد أن تحضر ذهنه، وان ليس مثله ما يخفى عليه كقوله: " ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير ".

وحكي عن سيبويه: أما ترى أي برق ها هنا، وهي الف تنبيه اصلها الاستفهام ومن الناس من قال إن معناه التوبيخ، ومن لم يجز على الملائكة المعصية، منع من ذلك فان قيل ما الفائدة في انباء آدم (ع) الملائكة بذلك دون إعلامه إياهم بذلك؟ قلنا: أراد الله بذلك تكرمة آدم (ع) وتشريفه، وإجلال المنة عليه، وتعظيم النعمة لديه وجميع قصة آدم تؤذن بذلك فان قيل: ما معنى " غيب السماوات والارض " والله لا يغيب عنه شئ؟ قيل في معناه: إنه يعلم ما غاب عنهم فلم يشاهدوه كما يعلم ما حضرهم فشاهدوه تفسير التبيان ج1

Bogga 143