Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Noocyada
ثبتت حجة الله عليهم ومعنى " وكنتم " أي وقد كنتم الواو واو الحال واضمار قد جائز اذا كان في الكلام ما يدل عليها كما قال: (حصرت صدورهم) أي قد حصرت صدورهم وكما قال: (إن كان قميصة قد من دبر) أي قد قد من دبر ومن قال هو توبيخ قال هو مثل قوله: " فأين تذهبون " وقال قتادة: وكنتم امواتا فأحياكم كما كانوا امواتا في اصلاب آبائهم يعني نطفا، فاحياهم الله بأن أخرجهم ثم اماتهم الله الموتة التي لابد منها، ثم احياهم بعد الموت وهما حياتان وموتان وعن ابن عباس وابن مسعود أن معناه لم تكونوا شيئا فخلقكم، ثم يميتكم، ثم يحييكم يوم القيامة.
وروى ابوالاحوص عن عبدالله في قوله: " امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين " قال: هي كالتي في (البقرة): " كنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم " وهو قول مجاهد وجماعة من المفسرين.
وروي عن أبي صالح أنه قال: كنتم امواتا في القبور فأحياكم فيها،، ثم يميتكم، ثم يحييكم يوم القيامة وقال قوم: كنتم امواتا يعني خاملي الذكر، دارسي الاثر، فاحياكم بالطهور والذكر ثم يميتكم عند تقضي آجالكم ثم يحييكم للبعث قال ابونخيلة السعدي:
فاحييت من ذكري وما كان خاملا
ولكن بعض الذكر انبه من بعض
وهذا وجه مليح غير أن الاليق بما تقدم قول ابن عباس وقتادة.
وقال قوم: معناه أن الله تعالى احياهم حين أخذ الميثاق منهم وهم في صلب آدم وكساهم العقل ثم اماتهم ثم احياهم واخرجهم من بطون امهاتهم وقد بينا أن هذا الوجه ضعيف في نظائره، لان الخبر الوارد بذلك ضعيف والاقوى في معنى الآية أن يكون المراد بذلك تعنيف الكفار واقامة الحجة عليهم بكفره وجحودهم ما انعم الله تعالى عليهم وانهم كانوا أمواتا قبل ان يخلقوا في بطون امهاتهم واصلاب آبائهم يعني نطفا والنطفة موات، ثم احياهم فاخرجهم إلى دار الدنيا احياء، ثم يحييهم في القبر للمسألة، ثم يبعثهم يوم القيامة للحشر والحساب وهو قوله تعالى: " ثم اليه ترجعون " معناه ترجعون للمجازاة على الاعمال كقول القائل: طريقك علي تفسير التبيان ج1
Bogga 120