Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Noocyada
تفسير التبيان ج1
بسورة ولا خطبة فدل ذلك على صدقه وذكرنا ذلك في الاصول.
المعنى: وقوله: (بسورة من مثله) قال قوم: إنها بمعنى التبعيض: وتقديره: فاتوا ببعض ما هو مثل له وهو سورة. وقال آخرون: هي بمعنى تبيين الصفة كقوله: (فاجتنبوا الرجس من الاوثان)(1) قال قوم: إن " من " زائدة كما قال في موضع آخر: " بسورة مثله " يعني مثل هذا القرآن وقال آخرون: أراد ذلك من مثله في كونه بشرا اميا طريقته مثل طريقته والاول أقوى لانه تعالى قال في سورة أخرى: " بسورة مثله " ومعلوم أن السورة ليست محمدا " ص " ولا له بنظير ولان في هذا الوجه تضعيفا لكون القرآن معجزة ودلالة على النبوة.
وقوله: " وادعوا شهداءكم من دون الله " قال ابن عباس: أراد أعوانكم على ما أنتم عليه إن كنتم صادقين وقال الفراء: أراد ادعوا آلهتكم وقال مجاهد وابن جريح أراد قوما يشهدون لكم بذلك ممن يقبل قولهم وقول ابن عباس أقوى.
وقوله: " مثله " أراد به مايقاربه في الفصاحة ونظمه وحسن ترصيفه وتأليفه ليعلم أنه اذا عجزوا عنه ولم يتمكنوا منه أنه من فعل الله تعالى جعله تصديقا لنبيه وليس المراد أن القرآن له مثل عند الله ولولاه لم يصح التحدي لان ما قالوه: لادليل عليه والاعجاز يصح وإن لم يكن له مثل أصلا بل ذلك أبلغ في الاعجاز لان ذلك جار مجرى قوله: (هاتوا برهانكم)(2) انما أراد نفي البرهان أصلا والدعاء اراد به الاستعانة.
قال الشاعر:
وقبلك رب خصم قد تمالوا
علي فما جزعت ولا دعوت
وقال آخر:
فلما التقت فرسانيا ورجالهم
دعوا يالكعب واعتزينا لعامر(3)
---
(1) سورة الحج آية 30.
(2) سورة البقرة آية 111.
(3) في الطبعة الايرانية و" رجالنا " بدل " رجالهم " والبيت للراعي النميري: اللسان " عزا " واعتزى.
Bogga 102