واحدًا خير من عبادة سبعين سنة) . وقال ﵊ (من سل سيف الجور سل عليه سيف الغلبة ولازمه الغم) كما قال الشاعر:
تَقَطُب مِنك طَلق الوجه يَومًا ... ترى بِالعَدلِ عن جُور جَزاء
فَقُل لِلنَاسِ ما تهوَى إستماَعاَ ... ولا تقتل أن اختَرتُ البقاءِ
جاء في الخبر أن داود ﵇ كان ينظر يومًا فرأى شيئًا ينزل من السماء مثل النخالة فقال: إلَهي ما هذا قال هذه لعنتي أنزلها على بيوت الجائرين.
حكاية: لما قعد انو شروان في المملكة كتب إليه يونان الوزير فقال إعلم أيها السطان أن أمور الملك على ثلاثة أشياء: أما أن ينصف رعيته ولا ينتصف منهم وذلك هو الدرجة العليا. أو ينتصف وينصف أيها الملك إلى هذه الثلاثة وأختر أيها أردت وأنا أعلم أن مولانا يختار الأولى كما قال الشاعر:
من أنصفَ الناسَ ولم ينتَصِف ... بفضلهِ منهُم فذاك الأمير
ومن يرِد إنصَافِهم مِثلمَا ... أنصفَ أضحَى مالهُ من نظيرِ
ومن يُرِد إنصَافه وهو لا ... ينصَفهُم فهو الدنيُء الحقيرُ
(نصيحة وموعظة) دخل شبيب بن شيبة يومًا على المهدى فقال يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك الدنيا فأعط رعيتك قسطًا من طيب عيشك فقال المهدي وما الذي ينبغي أن تعطي الرعية فقال العدل فإنه إذا نامت الرعية في أمن منك نمت آمنًا في قبرك. وقال أحذر يا أمير المؤمنين من يوم لا ليلة بعده ومن ليلة لا يوم بعدها وأعدل ما استطعت فإنك تجازي بالعدل عدلًا وبالجور جورًا وزين نفسك بالتقوى فإنك في الحشر لا يعيرك أحد زينته كما قال الشاعر.
فحلِ نفَسك بِالتقَوى وزينَها ... فلن يُعارَ تقيُ في النَاسِ من رجلِ
1 / 59