Ciérrense los ojos. Close your eyes (أغلقوا أعينكم).
8
خلاصة القول، يكتسب الأطفال مهارات التبديل اللغوي في مرحلة عمرية مبكرة، ويستخدمونها عندما يكونون في وضع لغوي ثنائي اللغة لسد حاجة لغوية ما، وأيضا كاستراتيجية للتواصل . (3) «الخلط» بين اللغات لدى الأطفال الثنائيي اللغة
خرافة: الأطفال الذين ينشئون ثنائيي اللغة سيظلون يخلطون بين لغاتهم
يوجد اعتقاد شائع بأن الخلط بين اللغات نتيجة للثنائية اللغوية لدى الأطفال. تتمثل المشكلة في عدم وضوح معنى كلمة «الخلط». لقد حاولت شخصيا الابتعاد عن هذه الكلمة لأن لها أكثر من معنى؛ فهل نتحدث عن التداخلات من قبل أطفال لديهم لغة سائدة؟ أم نعني عمليات التبديل اللغوي والاقتباس، أم نعني مجرد تغيير في اللغة الأساسية، لدى الأطفال الذين يكونون في وضع ثنائي اللغة؟ بالإضافة إلى ذلك، تحمل هذه الكلمة دلالة أن اللغة التي يتحدث بها الطفل الثنائي اللغة تكون إلى حد ما معيبة. في الواقع يوجد عدد من العوامل التي قد يرجع إليها سبب الوجود الواضح للغة الأخرى، ولما يحدث من «خلط» نتيجة لذلك.
كما رأينا، يمكن أن تصبح لغة ما سائدة لدى الأطفال الثنائيي اللغة (سواء أكان اكتسابهم للغتيهم في وقت واحد أو بالتناوب)، كما أن اللغة لديها القدرة على «فرض نفسها» على اللغة الأضعف؛ وقد يأخذ هذا شكل تداخلات وأيضا الاستخدام المباشر لعناصر من اللغة السائدة من أجل سد فجوات عديدة في اللغة الأضعف (الكلمات، على وجه التحديد). أثبت فريد جينسي وزملاؤه هذا بوضوح في دراسة له راقب فيها خمسة أطفال ثنائيي اللغة في الفرنسية والإنجليزية، تتراوح أعمارهم بين 22 و26 شهرا، نشئوا في بيئة ثنائية اللغة. كانت هناك لغة سائدة لدى ثلاثة أطفال منهم؛ فقد كانت الفرنسية اللغة السائدة لدى أولي، وكانت الإنجليزية هي السائدة لدى بان وتان. كانت عناصر اللغة الفرنسية واضحة بدرجة كبيرة نسبيا في الإنجليزية التي كان يتحدث بها أولي مع والدته التي تتحدث بالإنجليزية (فقد كانت الإنجليزية هي لغته الأضعف)، بينما كان العكس صحيحا لدى بان وتان؛ إذ كان كثير من عناصر اللغة الإنجليزية يظهر في حوارهما بالفرنسية مع والدهما (فقد كانت الفرنسية هي لغتهما الأضعف).
9
أما بالنسبة إلى الأطفال الثنائيي اللغة الذين يكتسبون لغة ما أولا ثم اللغة الأخرى، فقد رأينا بالفعل أنهم سيمرون بمرحلة تسود فيها إحدى اللغتين لديهم؛ فسيقومون بتداخلات لغوية، وسيدرجون عناصر من لغتهم الأقوى في لغتهم الأضعف كإجراء لسد الفجوات؛ لكن بمجرد تقدمهم في اللغة الثانية، يزيد تحدثهم بهذه اللغة وحدها، ثم يصبح استخدامهم للغة الأخرى في الأساس لأسباب تتعلق بالتواصل، في الأغلب عندما يكون الموقف مناسبا ويكونون في وضع لغوي ثنائي اللغة.
يعتبر الوضع اللغوي على وجه التحديد أحد العوامل الأخرى التي يرجع إليها الخلط بين اللغات. أولا: لم يتضح حتى الآن العمر الذي يبدأ فيه الأطفال التحكم في حركتهم عبر تسلسل الوضع اللغوي، إلى جانب كلامهم الثنائي اللغة. لقد رأينا سابقا أن هذا الأمر، فيما يبدو، يحدث في وقت مبكر جدا، لكن قد توجد فترة قصيرة من التأقلم لا يكون فيها اختيار اللغة وآليات التبديل اللغوي تحت السيطرة بعد. قد يحدث تسرب لغوي في هذه المرحلة، ومن ثم يحدث الخلط. ثانيا: في حالة الأطفال الأكبر سنا، لا يكون الوضع اللغوي الذي يكونون فيه واضحا عند حدوث عملية الخلط؛ فإذا كانوا يتحدثون مع بالغين لديهم معرفة باللغتين اللتين يتحدثون بهما، حتى في حال استخدام لغة واحدة، فلا عجب إذا من إدخال لغتهم الأخرى في الحوار. فالأطفال عمليون للغاية؛ فإذا كان يفترض أن يستخدموا لغة معينة مع شخص بالغ معين، لكنهم يعرفون أنه يتحدث أيضا بلغتهم الأخرى، فإنهم قد يدخلون تلك اللغة إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك. بوجه عام، عندما ينشأ الأطفال داخل أسر يحدث التواصل اليومي فيها بلغتين، مع حدوث الكثير من التغيير في اللغة الأساسية واستخدام التبديل اللغوي؛ فلا عجب أن يتحدث هذا الطفل الصغير بطريقة مماثلة. وكما سنرى في الفصل القادم، فإنه من المهم أن يحصل الأطفال الثنائيو اللغة على مدخلات أحادية اللغة في كل من لغتيهم بينما لا يزالون في سن صغيرة، حتى إن كانوا يتلقون مدخلات ثنائية اللغة من حين لآخر. فإن الحديث بلغة واحدة يسمح لهم بتعلم أنه يجب على المرء، في بعض المواقف - خاصة مع الأشخاص الأحاديي اللغة - أن يتحدث بلغة واحدة فقط، بينما يمكنه الحديث في مواقف أخرى بكلتا لغتيه. (4) الأطفال الثنائيو اللغة والترجمة الشفوية
إن أحد الجوانب لدى الأطفال الثنائيي اللغة التي تبهر الناس، وتبهر حتى الباحثين مثلي، قدرتهم على الترجمة الشفوية منذ سن صغيرة للغاية. لقد رأينا في فصول سابقة أن الترجمة الشفوية مهارة معقدة للغاية، وجميعنا ندرك أن الأطفال ليس لديهم قدرات الترجمة الشفوية الموجودة لدى الكبار، ولا يملكون المفردات اللازمة في اللغتين، ومع ذلك لا تتوقف قدرتهم الفطرية في هذا المجال عن إبهارنا أبدا. يصف بريان هاريس وبيانكا شيروود طفلة إيطالية صغيرة (يشار إليها ببي إس)، كانت تترجم شفويا بالفعل، قبل أن تبلغ سن الرابعة، بين لهجة أبروتسو (اللغة الوحيدة لوالدتها)، واللغة الإيطالية (لغة والدها، الذي كان يتحدث لهجة أبروتسو أيضا). عندما انتقلت بي إس مع أسرتها إلى فنزويلا وافتتحت أسرتها متجر بقالة، كانت بي إس ترحب بالزبائن بالإسبانية، التي تعلمتها سريعا، وكانت تستطيع الترجمة الشفوية للكلام الذي يقولونه لأي من والديها. هاجرت الأسرة بعد ذلك إلى كندا، وأضافت بي إس، التي أصبحت حينها في الثامنة من عمرها، اللغة الثالثة الإنجليزية إلى لغتيها الأخريين، واستمرت في ترجمة مكالمات الهاتف والحوارات والرسائل والبريد ومقالات الصحف وبرامج التليفزيون لوالديها تحريريا وشفويا. وفي حالة برامج التليفزيون كانت إما تستخدم الترجمة الشفوية التتابعية، حيث تقدم مغزى المعلومات التي تقدم، أو الترجمة الشفوية الفورية، وهي شكل أصعب من الترجمة.
Bog aan la aqoon