فلو لم يكن في هذا الصلاة إلا إظهار الذل، والاعتراف بالذنب، والإنابة إلى الرب، لكفى بها خيرا عظيمًا، وتوفيقًا كبيرًا، فسارع إليها - يا عبد الله - تكن من المفلحين إن شاء الله تعالى.
وأما الثالثة: فهي صلاة التسابيح .. وإن شئت فسمها صلاة الغفران .. وإن شئت فسمها صلاة التكفير .. أو صلاة التوبة، أو صلاة الإنابة.
ففيها كل هذه المعاني السامية، والثمار اليانعة، فسارع إلى قطافها، فقد أصبحت في زماننا هذا نسيًا منسيًا، وصلاة مهجورة .. !
فاغتنم شبابك قبل هرمك .. وصحتك قبل مرضك .. وفراغك قبل شغلك .. وقدرتك على العبادة قبل العجز .. وقبل أن تندم يوم لا ينفع الندم.
هذا؛ ولم أشأ أن تكون رسالة جامعية مفصلة، أتتبع فيها مذاهب الفقهاء، واختلاف العلماء، إنما أردت أن تكون ميسورة بين يدي كل مسلم، بعيدة عن التحقيقات الحديثية المطولة، والتفريعات الفقهية المستفيضة، والتخريجات المفصلة، إلا ما كان منه ضروريًا، كالتفصيل في طرق أسانيد حديث صلاة التسبيح، للاختلاف الواقع فيها، ومع ذلك لم أتتبع الطرق كافة، إذ الغاية الوصول إلى صحة الحديث من أقرب الطرق، وتقرير الحكم بأسهلها، كيما تكون رسالة سهلة لدى جمهور المسلمين، مفهومة لدى عامتهم، تجيب عن أسئلتهم، وتحل إشكالاتهم.
ولذلك رتبت أبوابها ترتيبًا يناسب عموم المسلمين، فموضوعها يخص كل مسلم - متعلم وغير متعلم - فهي صلوات تجمع خير الدنيا والآخرة،