Thoughts on Wahhabism
خواطر حول الوهابية
Daabacaha
دار التوحيد للتراث
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Goobta Daabacaadda
الإسكندرية
Noocyada
عليه السلف الصالح من الأصحاب والتابعين والأئمة الأربعة، وغيرهم ممن سلك سبيلهم، ودرج على منهاجهم، وأما ما حدث من سؤال الأنبياء والأولياء من الشفاعة بعد موتهم، وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها وإسراجها والصلاة عندها، واتخاذها أعيادًا، وجعل السدنة والنذور لها، فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بها النبي ﷺ أمته، وحذَّر منها، كما في الحديث عنه ﷺ أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان"، وهو ﷺ حمى جناب التوحيد أعظم حماية، وسد كل طريق يؤدي إلى الشرك، فنهى أن يُجصَّصَ القبر وأن يبنى عليه، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر، وثبت عنه أيضًا أنه بعث علي ابن أبي طالب ﵁ وأمره ألا يدع قبرًا مُشْرِفًا إلا سواه، ولا تمثالًا إلا طمسه، ولهذا قال غير واحد من العلماء: "يجب هدم القباب المبنية على القبور، لأنها أسست على معصية الرسول ﷺ".
فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبن الناس، حتى آل الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا، حتى نصرنا الله عليهم، وظفرنا بهم.
وهو الذي ندعو الناس إليه، ونقاتلهم عليه بعد أن نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وإجماع السلف الصالح ممتثلين لقوله ﷾: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ [الأنفال: ٣٩]، فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان، قاتلناه بالسيف والسنان.
كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ [الحديد: ٢٥].
1 / 73