ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
Daabacaad
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Noocyada
الإشارة إلى إرادة الله تعالى تطهير هذه البيوت، ذُكر معهن رب البيت وسيده وهو محمد ﵌ فعُبّر عن ذلك بلفظ ﴿عَنكُم﴾ و﴿يُطَهِّرَكُم﴾ وقد أجمع أهل اللسان العربي على تغليب الذكور على الإناث في الجموع ونحوها.
ولهذا لمّا كانت الآية نازلة في نساء النبي (أمهات المؤمنين) وفي إرادة تطهيرهن، جمع النبي ﵊ أصحاب الكساء وهم من خواص أهل البيت، ليدعو لهم بأن ينالهم التطهير الذي نال أمهات المؤمنين قائلًا (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا) طالبًا من الله ﷿ أن ينالهم هذا الفضل، فحرصت أم سلمة بعد أن رأت رسول الله قد جمع عليًا وفاطمة والحسن والحسين أن تكون معهم وتنال بركة دعاء النبي ﵊ وكان ذلك قبل أن يدعو النبي ﵊ وأن يقرأ الآية موضحًا سبب طلبه لهم، فقالت أم سلمة: (وأنا معهم يا رسول الله)، قال: (إنك على خير) إذ لا حاجة لأم سلمة في أن يدعو لها رسول الله ﵌ بأن يُذهب الله عنها الرجس طالما أنّ الآية نزلت فيها وفي باقي نساء النبي ﵊ وهذا من أبرز الدلائل على كون الآية نازلة فيهن لا في أصحاب الكساء الذين حرص النبي ﵊ على الدعاء لهم، ولو كانت الآية نازلة فيهم لما جمعهم الرسول ﵊ وقال فيهم ما قال.
يقول الإمام القرطبي: (فالآيات كلها من قوله ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِك﴾ إلى قوله ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾ منسوق بعضها على بعض فكيف صار في الوسط كلام منفصل لغيرهن؟! وإنما هذا شيء جرى في الأخبار أنّ النبي ﵇ لما نزلت عليه هذه الآية دعا عليًا وفاطمة والحسن والحسين، فعمد النبي ﵌ إلى كساء فلفه عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال (اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم
1 / 263