ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Noocyada
فإذا ثبت من طريق الفريقين أنّ أبا بكر قد أسلم طوعًا ودون تردد وتلعثم وأنّ عليًا ﵁ طلب من رسول الله ﵌ إعطاءه فرصة للتفكير لأنّ دعوة النبي ﵌ جديدة بالنسبة له، فعن أي مفاضلة يتكلم الشيعة الإثنا عشرية؟!
على أني أقولها وبضرس قاطع: إنّ إسلام أبي بكر قبل علي أو إسلام علي قبل أبي بكر، لن يجعل أحدهما مستحقًا للخلافة على الآخر، فالخلافة وقيادة الناس لها شروطها ومؤهلاتها وليس من هذه المؤهلات أن يكون الرجل قد أسلم قبل الذين سيحكمهم بيومين أو ثلاثة!
أما مبيت الإمام علي بن أبي طالب ﵁ في فراش النبي ﵌ الذي كان في نهاية الفترة المكية فليس بأفضل من هجرة الإمام أبي بكر الصدّيق ﵁ مع النبي ﵌ إلى المدينة بما صاحبها من مخاطر ومشقة وعناء.
ولذلك ذكر الله تعالى فضيلة نصرة أبي بكر الصدّيق للنبي ﵌ بالهجرة في القرآن الكريم فقال ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم﴾ ولم يذكر مبيت علي بن أبي طالب ﵁ بالفراش، لأنّ خروج أبي بكر الصدّيق مع النبي ﵌ فيه مخاطرة بالحياة ومشقة ومطاردة أما المبيت فلم يكن كذلك إذ إنّ النبي ﵌ كما في روايات المبيت قد أخبر الإمام علي بأنه لن يمسه سوء.
قال ابن إسحاق: (فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فلما رأى رسول الله ﷺ مكانهم قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي
1 / 190