87

Timar al-qulub fi al-mudaf wa-l-mansub

ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

Daabacaha

دار المعارف

Goobta Daabacaadda

القاهرة

الكندى ارْتَدَّ فى جملَة أهل الرِّدَّة فَلَمَّا أَتَى بِهِ لأبى بكر رضى الله عَنهُ أَسِيرًا استتابه وَأطْلقهُ وزوجه أُخْته أم فَرْوَة بنت أَبى قُحَافَة فَأصْبح صَبِيحَة الْبناء وَخرج شاهرا سَيْفه فَلم يلق ذَات أَربع مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه إِلَّا عقرهَا فَقَالَ النَّاس هَذَا الْأَشْعَث قد ارْتَدَّ ثَانِيَة ثمَّ إِنَّه قَالَ يَا أهل الْمَدِينَة إِنَّا وَالله لَو كُنَّا ببلادنا لأولمنا فاجتزروا من هَذِه اللحمان وتصادقوا فى الْأَثْمَان فَلم يبْق دَار من دور الْمَدِينَة إِلَّا دَخلهَا من تِلْكَ اللحوم وَلم ير يَوْم أشبه بِيَوْم الْأَضْحَى من ذَلِك فَضرب أهل الْمَدِينَة الْمثل بوليمة الْأَشْعَث فَقَالُوا وَلِيمَة الْأَشْعَث وَأَوْلَمَ من الْأَشْعَث ١٣٠ - (حلم الْأَحْنَف) قَالَ الجاحظ قد ذكرُوا فى الْأَشْعَار حلم لُقْمَان ولقيم بن لُقْمَان وَذكروا قيس بن عَاصِم وَمُعَاوِيَة بن أَبى سُفْيَان ورجالا كثيرا مَا رَأينَا هَذَا الِاسْم التزق بِأحد والتحم بِإِنْسَان وَظهر على الْأَلْسِنَة كَمَا رَأَيْنَاهُ تهَيَّأ للأحنف بن قيس ثمَّ كَانَ مَعَ ذَلِك رَئِيسا فى أَكثر تِلْكَ الْفِتَن فَلم ير حَاله عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَعند النساك والفتاك وَعند الْخُلَفَاء الرَّاشِدين والملوك المتغلبين وَلَا حَاله فى حَيَاته وَلَا حَاله بعد مَوته إِلَّا مستويا فينبغى أَن يكون قد سبقت لَهُ من النَّبِي ﷺ دَعْوَة وَقَالَ فِيهِ كَمَا رَوَوْهُ وذكروه أَو يكون قد كَانَ يضمر من حسن النِّيَّة وَمن شدَّة الْإِخْلَاص مَا لم يكن عَلَيْهِ أحد من نظرائه فَإِن قَالَ قَائِل تَزْعُمُونَ أَن عبد الْمطلب كَانَ أحلم النَّاس وَكَذَلِكَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قُلْنَا إِن الْأَحْنَف كَانَ الْحلم سيد عمله فَبَان حلمه من سَائِر أَعماله ومحاسن عبد الْمطلب وخصال الْعَبَّاس فى الْمجد والشرف كَانَت متكافئة مُتَسَاوِيَة كل خصْلَة مِنْهَا تنتصف من أُخْتهَا فَكَانَت كَمَا قَالَ الشَّاعِر

1 / 89