Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University
التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة
Daabacaha
جامعة المدينة العالمية
Noocyada
كلمة الصفح في القرآن الكريم
وقد وردت كلمة الصفح في القرآن الكريم في ستّ مواضع:
الموضع الأول: في قول الله تعالى في سورة "البقرة": ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: ١٠٩) ففي هذه الآية الكريمة يُبيّن الله ﷿ أن أمل كثير من أهل الكتاب أن يُخرجوا المسلمين من دينهم، وأن يردُّوهم من بعد إيمانهم كفارًا، وهذا كله بسبب الحسد الذي سيطر على قلوبهم فجعلهم لا يقبلون هذا الدين، ولا يدخلون هذا الدين، مع أن الحق قد تبيَّن لهم وهم أعرف الناس بأن الإسلام هو دين الحق، وقد قال الله للمسلمين: ﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ فذكر أن العفو والصفح هو الرد العملي على كيد هؤلاء الحاقدين الحاسدين، وهذا العفو والصفح موقوتٌ بوقت محدد ألا وهو ﴿حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، وقد كانت هذه مرحلة من مراحل الجهاد الإسلامي، وهي مرحلة العفو والصفح إلى أن جاء الأمر بقتال هؤلاء الناس وقتال أهل الكتاب فقال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ (التوبة: ٣٦) إلى آخر الآية الكريمة.
الموضع الثاني: جاء في سورة "المائدة" في قول الله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (المائدة: ١٣) فهذا الأمر بالعفو والصفح عن
1 / 31