146

Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University

التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة

Daabacaha

جامعة المدينة العالمية

Noocyada

النساء فإنهن عوانٍ في أيديكم -عوانٍ يعني أسرى- أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله» والأحاديث في هذا كثيرة. وليس حسن الخلق مع الزوجة أن تكف الأذى عنها فقط، بل عليك أن تحتمل الأذى منها اقتداء برسول الله ﷺ فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل، وراجعت امرأة عمر ﵂ عمر في الكلام فقال: "أتراجعينني! فقالت: إن أزواج رسول الله ﷺ يراجعنه وهو خير منك، فقال عمر: خابت حفصة وخسرت إن راجعته، ثم قال لحفصة: لا تغتري بابنة ابن أبي قحافة -يقصد أبا بكر ﵁ فإنها حِب رسول الله ﷺ وخوّفها من المراجعة". وهذه أيضًا أخلاق رسول الله ﷺ في معاملته لنسائه؛ لتكون نبراسًا يهتدي به أهل الإسلام، فقد كان ﵊ في معاملته لأهل بيته على أحسن حال، وهو القائل: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقًا». وسئلت السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- عما كان يصنع رسول الله ﷺ في بيته فقالت: «كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة». وعن عروة قال: «قلت لعائشة: ما كان رسول الله ﷺ يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم». وهذا أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- يقول: «خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين، والله ما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا، وكانت الأمة من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله ﷺ فتنطلق به حيث شاءت» مما يدل على تواضعه وهو القائل: «ما تواضع أحد لله إلا رفعه». إذا كانت هذه هي معاملة رسول الله ﷺ لخادمه وللإماء، فما بالكم بمعاملة رسول الله ﷺ لزوجاته وأهل بيته؟!:

1 / 165