142

The Ummah Between the Years of Trial and Action

الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل

Daabacaha

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Noocyada

فالإيمان بأن الله قادر على نصر المؤمنين على الكافرين - لا يعني أنه سينصر المؤمنين وهم قاعدون عن الأخذ بالأسباب؛ لأن النصر بدون الأخذ بالأسباب مستحيل، وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل، ولأنه منافٍ لحكمةِ الله، وقُدْرَتُه-﷿ متعلقةٌ بحكمته.
فكون الله قادرًا على الشيء، لا يعني أن الفرد أو الجماعة أو الأمة قادرةٌ عليه؛ فقدرة الله صفة خاصة به، وقدرة العبد صفة خاصة به، فالخلط بين قدرة الله والإيمان بها، وقدرة العبد وقيامه بما أمره الله به- هو الذي يحمل على القعود، وهو الذي يخدر الأمم والشعوب (١) .
وهذا ما لاحظه وألمح إليه أحد المستشرقين الألمان وهو باول شمتز، فقال وهو يؤرخ لحال المسلمين في عصورهم المتأخرة: (طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله، والرضا بقضائه وقدره، والخضوع بكل ما يملك للواحد القهار، وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان؛ ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دورًا كبيرًا في الحروب، وحققت نصرًا متواصلًا؛ لأنها دفعت في الجندي روح الفداء، وفي العصور المتأخرة كانت سببًا في الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي، فقذف به إلى الانحدار، وعزله وطواه عن تيار الأحداث العالمية) (٢) .

(١) تفاصيل ذلك في كتاب (الإيمان بالقضاء والقدر) للكاتب
(٢) الإسلام قوة الغد العالمية، باول شمتز ص٩٠

1 / 142