اجتبيت من الأموال، وما خرج من يديك، وما بقي عندك، وأنت آمنٌ، فإن أحببت المقام عندنا أقمت، وإن أحببت أن ترجع إلى مأمنك رجعت فخرج زيادٌ من فارس) إلى قوله: (فسأل معاوية زيادًا عمّا صار إليه من أموال فارس، فأخبره بما حمل منها إلى عليٍّ ﵁، وما أنفق منها في الوجوه الّتي يحتاج فيها إلى النّفقة، فصدّقه معاوية على ما أنفق، وما بقي عنده، وقبضه منه، وقال: قد كنت أمين خلفائنا) (^١).
هذا أحسن ما رُوِيَ عمَّا حدث بين معاوية ﵁ وبين زياد، والملاحظ ثناء معاوية ﵁ على زياد في آخر الخبر وهو قوله: (قد كنت أمين خلفائنا)؛ وذلك لأن عمر ﵁ وعلي ﵁ قد ولوه (^٢).
وقد ذكر ابن كثير (^٣) أن معاوية ﵁ كتب لزياد يسأله القدوم عليه، وذلك في أحداث سنة اثنتين وأربعين.
* خبر ادعاء معاوية ﵁ لزياد:
[١٠]- (فسار إلى معاوية، وترقت به الأمور إلى أن ادعاه معاوية، وزعم للناس أنه ابن أبي سفيان، وشهد له أبو مريم السلولي (^٤) وكان في الجاهلية خمارًا بالطائف، أن أبا سفيان وقع على سمية بعد ما كان الحارث أعتقها، وشهد رجل من بني المصطلق، اسمه يزيد، أنه سمع أبا سفيان يقول: إن زيادًا