فلما قُتِلَ بعثت امرأته كفنًا مع مولاه ليكفنه فيه، فلما جاء وجد الحسين ﵁ فكفنه وترك مولاه زهيرًا، ثم رجع إليها بذلك فشكرته وأعطته كفنًا آخر لمولاه فذهب فكفنه به.
وهذان الخبران أنسب لخبر زهير بن القين مع الحسين ﵁ لخلوهما من المبالغات.
* وصول خبر قتل مسلم إلى الحسين ﵁:
[٥٨]- (قالوا: ولما رحل الحسين من زرود تلقاه رجل من بني أسد (^١)، فسأله عن الخبر، فقال: لم أخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، ورأيت الصبيان يجرون بأرجلهما، فقال: إنّا للّه، وإنّا إليه راجعون، عند الله نحتسب أنفسنا.
فقال له: أنشدك الله يا ابن رسول الله في نفسك، وأنفس أهل بيتك، هؤلاء الذين نراهم معك، انصرف إلى موضعك، ودع المسير إلى الكوفة، فو الله ما لك بها ناصر.
فقال بنو عقيل وكانوا معه: ما لنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجة، ولسنا براجعين حتى نموت، فقال الحسين: فما خير في العيش بعد هؤلاء، وسار) (^٢).
ذكر نحوًا منها: البلاذري (^٣) مختصرًا، والطبري (^٤) مطولًا.