اختلافهم ما يكره (^١).
كما رأى أيضًا في البصرة نحوًا من ذلك، فقد كان ذات يوم جالسًا في حلقة مسجد من مساجدها، زمن ولاية الوليد بن عقبة عليها؛ فإذا هاتف يهتف: من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبدالله بن مسعود، فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبدالله.
فاجتمع القوم، واختلفوا في آية من سورة البقرة، قرأ أحدهم: ﴿وأتموا الحج والعمرة للبيت﴾ وقرأ آخر: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ (^٢).
فغضب حذيفة ﵁ حتى احمرّت عيناه، فقام وغرز قميصه في حجزته، وقال لرجل منهم: إما أن تركب إلى أمير المؤمنين، وإما أن أركب، فأقبل على الناس، وقال:
إن الله بعث محمدًا ﷺ، فقاتل بمن أقبل من أدبر، حتى أظهر الله دينه، ثم إن الله قبضه، فطعن الناس في