فقد روى أبو هريرة ﵁: أن النبي ﷺ كان ذات يوم على حراء ومعه أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير فتحركت الصخرة، فقال رسول الله ﷺ: "اهدأ فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد" (^١).
وتحقق ما قاله ﷺ فقد استشهد كل من عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير.
ولعلم النبي ﷺ بوقوع هذه الفتنة - بإخبار الله له -، ولشدة محبته لعثمان ﵁، وحرصه على مصالح الأمة بعده، دعاه - ذات يوم - وأخبره بأشياء تتعلق بهذه الفتنة التي ستنتهي بقتله، وحرص ﵊ على سرِّيتها، حتى إنه لم يصل إلينا منها إلا ما صرح به عثمان ﵁ أثناء الفتنة لما قيل له: ألا تقاتل؟ فقد قال: لا، إن رسول الله ﷺ عهد إليّ عهدًا، وإني صابر نفسي عليه (^٢).