فأسلم عثمان على يد أبي بكر الصديق ﵁ فكان من السابقين الأولين إلى الإسلام (^١).
فلم يدعه قومه، بل آذوه، وعذبوه مع إخوانه المؤمنين السابقين إلى الإسلام، وعدوا عليه، وفتنوهم في دينهم ليردوهم إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن يستحلوا من الخبائث، فلما ازداد عليهم الأذى والتعذيب، وقهروهم، وظلموهم وضيقوا عليهم، وحالوا بينهم وبين دينهم (^٢) خرجوا إلى الحبشة، وفي مقدمتهم عثمان بن عفان ﵁ ومعه زوجه رقية بنت النبي محمد بن عبد الله ﷺ ورضي عنها (^٣) فكان أول من هاجر بأهله من هذه الأمة (^٤).
فرَّ بدينه تاركًا وطنه وأهله، في سبيل التمسك بدينه وعقيدته، مما يبين مدى إيمانه ويقينه وتعلقه بربه وآخرته.
تحمل الغربة، وفقد مركزه التجاري، ومكانته الاجتماعية، بين أهل مكة، وشخصيته المرموقة، وانتقل إلى بلاد غير بلاده لله، وفي الله لا لتجارة دنيوية، ولا لربح مادي، إنما لتجارة أخروية؛ للفوز بالجنة والنجاة