وبعد استقرائي لعدد من الرواة الذين قال فيهم الذهبي في الكاشف: "وثق" وجدت أن هذه العبارة تشابه قول الحافظ في التقريب: "صدوق".
فإن أحد عشر راويًا قال فيهم الذهبي: "وثق"، لم يذكر منهم في الميزان إلا سبعة، قال في أحدهم: "ما علمت فيه بأسًا"، ولم يذكر في المغني في الضعفاء إلا ثلاثة منهم، وجلهم قال عنهم الحافظ ابن حجر: صدوق، أو أورد لفظة التوثيق؛ وقد يضيف إليها أحيانًا ما يشعر بخفة الضبط.
أما قول الحافظ عنه: "مقبول" فلعله لم يطلع على توثيق العجلي له، وإلا لقال عنه: "ثقة" أو "صدوق" كما هي عادته في مثله؛ فإنه يطلق التوثيق لمن يوثقه ابن حبان والعجلي معًا، خاصة إذا كان من التابعين (^١).
ولا شك أن الحافظ قد اطلع على كتاب العجلي، لكن لعل النسخة التي اطلع عليها هي المحرفة التي فيها (مولى ضباعة).
وبذلك يتبين أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن. والله أعلم.
وروى هذا الخبر: علي بن الجعد (^٢) عن زهير به، ومن طريقه ابن عساكر (^٣) مختصرًا وليس فيه: "جبلة".
(^١) كما في ترجمة العلاء بن اللجلاج. انظر (التقريب/ ٥٢٥٥) وقارن بتهذيب التهذيب (٨/ ١٩١).
(^٢) المسند (٢/ ٩٥٩).
(^٣) تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ٣٩٧، ٤٢٠).