لفعلت (^١).
وتخوف أبو ذرّ من أن عثمان ﵁ يحسبه من الخوارج الذين وصفهم النبي ﷺ وأن سيماهم التحليق (^٢).
لذا فقد رفع عمامته عن رأسه وقال: إني -والله- يا أمير المؤمنين ما أنا منهم، ولا أدركهم، ولو أمرتني أن أعضّ على عرقوبتي قتب لعضضت عليها، حتى يأتيني الموت وأنا عاضّ عليها (^٣).
قال عثمان ﵁ صدقت يا أبا ذرّ، إنما أرسلنا إليك لخير؛ لتجاورنا بالمدينة.
ولكنّ أبا ذر ﵁ مُوصى من رسول الله ﷺ بالخروج من المدينة إذا بلغ البناء سلعًا، وقد خرج لما بلغ البناء سلعًا إلى الشام كما تقدم، فلما أعيد إليها، لا بد وأن يخرج من المدينة ولو إلى غير الشام.
لذا فقد قال لعثمان: لا حاجة لي في ذاك إيذن لي في الربذة (^٤) فقال عثمان: نعم، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدُو عليك وتروح فتصيب