184

The Tatars from the Beginning to Ain Jalut

التتار من البداية إلى عين جالوت

Noocyada

تأكيد الهدنة بين المسلمين والصليبين في عكا اتجه الجيش المسلم بعد انتصار غزة إلى ناحية الشمال، ومشوا بحذاء البحر الأبيض المتوسط، يعني: في غرب فلسطين، ومروا على المدن الإسلامية العظيمة الواحدة تلو الأخرى، فمروا على عسقلان ثم على يافا ثم مروا غربًا بطولكرم، ثم وصلوا إلى مدينة حيفا، ثم اتجهوا شمالًا بعدها إلى عكا المدينة المسلمة المحتلة من قبل الصليبيين، وعسكر قطز ﵀ خارج عكا في الحدائق المحيطة بحصن عكا، وبدأت المراسلات بين قطز ﵀ وبين أمراء عكا الصليبيين، يريد أن يؤكد على الاتفاقيات السابقة، ويرى هل ما يزال الصليبيون عند عهودهم أو خالفوا؟ فأرسل وفدًا من الأمراء المسلمين فدخلوا حصن عكا، وأحسن الأمراء الصليبيون استقبال المسلمين، وأكد الطرفان على ما سبق الاتفاق عليه، وتكررت الزيارات أكثر من مرة، واطمأن الطرفان إلى استقرار الوضع، ومن ثم عزم قطز ﵀ على الرحيل واختيار مكان مناسب للقاء الهام الذي سيجري بعد أيام مع التتار. وعندما بدأ قطز ﵀ يغادر منطقة عكا، أشار عليه أحد الأمراء المسلمين الذين قاموا بالسفارة بينه وبين الأمراء الصليبيين أن عكا الآن في أشد حالات الضعف، وأنهم مطمئنون إلى المعاهدة الإسلامية، وغير جاهزين للقتال، فإذا انقلب عليهم قطز فجأة فقد يتمكن من إسقاط حصن عكا وتحرير المدينة الإسلامية، وهذه المدينة الإسلامية محتلة منذ (١٦٦) سنة، فقال الأمير لـ قطز: هذه فرصة أن نحرر هذه المدينة المحتلة، فرد عليه قطز ﵀ ردًا واضحًا قاطعًا صارمًا بقوله: نحن لا نخون العهود، فالرؤية واضحة جدًا في عين قطز ﵀، فقد كان يأخذ بأسباب النصر الحقيقي، التي منها: اتباع شرع الله ﷿، وحفظ العقود، وعدم نقض المواثيق من صميم شرع الله ﷿، يقول الله ﷿ في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:١]. فهذا هو الدين والشرع الإسلامي، وهذه هي قوانين الإسلام، وهؤلاء هم قادة الإسلام.

10 / 5