23

The Sunnah and Its Status - Noor Qarout

السنة النبوية ومكانتها - نور قاروت

Daabacaha

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Noocyada

أما إذا قال الرسول ﷺ عن شيء: «شأنكم به» فمعناه أمره إليكم فمن شاء فعله، ومن شاء تركه، فيدل هذا القول على الإباحة (١) ففي الحديث عن عائشة ﵂: «أن النبي ﷺ سمع أصواتًا، فقال: ما هذا الصوت؟ قالوا: النخل يؤبرونها (٢) . فقال: لو لم يفعلوا لصلح. فلم يؤبروها عامئذ، فصار شيصًا (٣)، فذكروا للنبي ﷺ فقال: إن كان شيئًا من أمور دنياكم فشأنكم به، وإن كان من أمور دينكم فإلي» (٤) . وكذلك قوله ﷺ عن شيء هذا حلال فإنه يدل على الإباحة. كقوله ﷺ عن البحر: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته» (٥) . أما القسم الثاني فدلالات أفعاله ﷺ، ولها ثلاثة فروع: ١- أفعال تدل على الإباحة، ولا قدوة فيها للأمة. ولها ثلاث صور: الفعل الجبلي الطبيعي المركوز في أصل الخِلْقة (٦): والمقصود به المحبة والكراهة الطبيعيتان، كحبه ﷺ الحلواء والعسل والدباء والثريد من الخبز واللحم ومن الشراب الحلو البارد، وكراهته لرائحة الحناء (٧) .

(١) ابن حزم/ الإحكام في أصول الأحكام: ٣/٣٠٥. (٢) يُؤبرونها: يُلقحونها والمأبورة المُلقّحة. انظر: ابن الأثير/ النهاية باب الهمز مع الباء، ١/١٣. (٣) شيصًا: الشيص التمر الذي لا يشتد نواه ويقوى، وقد لا يكون له نوى. انظر المرجع السابق باب الشين مع الباء، ٢/ ٥١٨. (٤) أخرجه أحمد، وابن ماجه وصححه الشيخ الألباني، انظر المسند: ٦/١٢٣، سنن ابن ماجه كتاب الرهون، باب تلقيح النخل: ٢/٨٢٥، صحيح ابن ماجه (٢٤٧١) ٢/٦٤. (٥) أخرجه أبو داود (٨٣) وصححه الشيخ الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود: كتاب الطهارة، باب الوضوء بماء البحر، (٧٦) ١/١٩. (٦) قلعة جي/ معجم لغة الفقهاء: ص ١٦٠. (٧) ابن القيم/ زاد المعاد: ٣/١٥٦، ١٧٩.

1 / 24