190

The Sufi Thought in Light of the Quran and Sunnah

الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة

Daabacaha

مكتبة ابن تيمية

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

الحاضر فيتوب فإذا سألناه ﵁ حينئذ وجدناه كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا فكأن العلوم التي تبدو منه لم تكن له على بال أبدًا حتى ذكرنا له السبب ففهمنا السر والحمد لله رب العالمين " ا. هـ (الإبريز ص١٦٩) . وليس ذلك بالطبع إلا لأن الشيطان يهرب إذا رأى من يؤمن بالله حقًا، كما قال النبي ﷺ لعمر: (والله ما رآك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك) . وهؤلاء الصوفية لا يأتيهم في مكانهم موحد إلا انتهت أحوالهم واضمحلت أنوارهم المزعومة وانفض سامرهم الشيطاني. تقديم مذهب أبي حنيفة على سائر مذاهب الفقهاء بطريق الكشف ولعل من أطرف ما تدخل فيه الكشف الصوفي أيضًا تفضيل مذهب فقهي على مذهب آخر كما فعل أحمد الفاروقي السرهندي النقشبندي الحنفي، كما في النص الآتي الذي يفسر فيه أيضًا قول محمد بارسا أن المسيح ﵇ إذا نزل يحكم بالمذهب الحنفي يقول: " ومثل أرواح الله (يعني المسيح ﵇ مثل الإمام الأعظم الكوفي (أبو حنيفة ﵀ فإنه ببركة الورع والتقوى وبدولة متابعة السنة نال في الاجتهاد والاستنباط درجة عليا بحيث يعجز الآخرون عن فهمه ويزعمون مجتهداته بوساطة دقة المعاني مخالفة للكتاب والسنة ويسمون أصحابه أصحاب الرأي كل ذلك لعدم الوصول إلى حقيقة علمه ودرايته وعدم الإطلاع على فهمه وفراسته إلا أن الإمام الشافعي وجد نبذة من دقة فقاهته عليهما الرضوان حيث قال الناس كلهم عيال في الفقه لأبي حنيفة فويل لقاصري النظر على جراءتهم حيث ينسبون قصورهم إلى الغير

1 / 198