38

The Story of Moses and Al-Khidr

قصة موسى والخضر

Noocyada

لزوم علاقة باطن الكلام بظاهره الكلمة لابد أن يكون ظاهرها كباطنها، أو يكون بينهما قاسمًا مشتركًا وإلا كانت خطأ. فمثلًا: في قول الله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة:٧٧-٧٩]، (المطهرون): يقول الفقهاء: عند مس المصحف لابد من الطهارة من الحدث الأكبر اتفاقًا، أما الحدث الأصغر فعلى خلاف بينهم، فلو قال قائل: (لا يمسه إلا المطهرون) أي لا يدرك حقائق القرآن ولا ينتفع بها إلا طاهر القلب كان هذا معنى صحيحًا؛ لأن له علاقة بظاهر اللفظ ولا ينافيه. وحديث النبي ﵌: (إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو جنب)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (لو قال قائل هنا إن القلب لا تدخله حقائق الإيمان إن كان فيه كبر أو غش وسواد لكان هذا ملائمًا للمعنى العام) . فلابد أن يكون هناك علاقة ولو من طرفٍ خفي بين ظاهر اللفظ وبين باطنه، أما أن يشرق اللفظ ويغرب الباطن فهذا من فعل القرامطة الإسماعيلية وغلاة الصوفية، وهذا باطل بلا شك.

4 / 5