191

The Story of Civilization

قصة الحضارة

Daabacaha

دار الجيل

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

ليس وليد العصور الحديثة؛ وأقدم حديد مشغول مما نعرف، مجموعةُّ من المُدَى وُجِدَت في "جيرار" في فلسطين، حَدَّدَ "بترى" تاريخها بسنة ١٣٥٠ ق. م؛ ثم ظهر الحديد بعد ذلك بقرن كامل في مصر، في عهد الملك العظيم رمسيس الثاني؛ وبعد ذلك بقرن آخر من الزمان، ظهر في جزر بحر إيجه؛ وأما في غرب أوربا فقد ظهر في "هولستات" Holistatt بالنمسا حوالي سنة ٩٠٠ ق. م، كما ظهر في صناعة مدينة "لاتين" La Tene في سويسرا حول سنة ٥٠٠ ق. م؛ وقد عرفته الهند حين أدخله فيها الإسكندر، وعرفته أمريكا على يد كولمبس، كما عرفته أوشيانيا بفضل "كوك" (٥٩)؛ وبهذه السرعة الوئيدة الخطى، طفق الحديد، قرنًا بعد قرن، يطوف بالعالم ليغزوه.
٢ - الكتابة
أصولها الخزفية الممكنة - "رموز البحر الأبيض
المتوسط" - الكتابة الهيروغليفية - أحرف الهجاء
لكن أوسع خطوة خطاها الإنسان في انتقاله إلى المدنية هي الكتابة؛ ففي قطع من الخزف هبطت إلينا من العصر الحجري الثاني، خطوط مرسومة بالألوان فَسرَّها كثير من الباحثين على أنها رموز (٦٠)؛ وقد يكون هذا موضعًا للشك، لكنه من الجائز أن تكون الكتابة- بمعناها الواسع الذي يدل على رموز من رسوم تعبّر عن أفكار- قد بدأت بعلاماتٍ مطبوعة بالأظفار أو بالمسامير على الطين وهو ليّن؛ بغية زخرفته أو تمييزه بعد أن تتم صناعته خزفًا؛ ففي أقدم كتابة هيروغليفية في "سومر" توحي صورة الطائر بأوجُه شبه بينها وبين الزخارف الطائرية الموجودة على أقدم الآثار الخزفية عند "سوزا" في "عيلام" كذلك أقدم صورة للغلال مما استُخدم في الكتابة التصويرية؛ نُقلَت رأسًا من الزخارف الغلالية الهندسية الأشكال في "سوزا" و"سومر"؛

1 / 181