157

The Shia and Ahl al-Bayt

الشيعة وأهل البيت

Daabacaha

إدارة ترجمان السنة

Goobta Daabacaadda

لاهور - باكستان

Noocyada

ماذا يا فلان؟ فقال: ويحك أما ترى الهزبر القضم ابن القضم، والضارب بالبهم، الشديد على من طغى وبغى، بالسيفين والراية، فالتفت فإذا هو علي ابن أبي طالب، فقلت له: يا هذا هو علي بن أبي طالب، فقال: ادن مني أحدثك عن شجاعته وبطولته، بايعنا النبي يوم أحد على أن لا نفرّ، ومن فرّ منا فهو ضال ومن قتل منا فهو شهيد والنبي زعيمه، إذ حمل علينا مائة صنديد تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون، فأزعجونا عن طحونتنا، فرأيت عليًا كالليث يتقي الذر وإذ قد حمل كفًا من حصى فرمى به في وجوهنا ثم قال: شاهدت الوجوه وقطت وبطت ولطت، إلى اين تفرون؟ إلى النار، فلم نرجع، ثم كرّ علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت، فقال: بايعتم ثم نكثتم، فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن قتل، فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان نارًا، أو كالقدحين المملوءين دمًا، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا، فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت: يا أبا الحسن! الله الله، فإن العرب تكرّ وتفرّ وإن الكرة تنفي الفرة، فكأنه ﵇ استحيى فولى بوجهه عني، فما زلت أسكن روعة فؤادي، فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة" (١).
ورووا في شجاعة عليّ قصصًا كثيرة، ومنها ما رواه القطب الراوندي: "إن عليًا بلغه عن عمر ذكره شيعته فاستقبله في بعض طرق البساتين وفى يد علي (ع) قوس فقال: يا عمر! بلغني عنك ذكرك شيعتي فقال: اربع على ظلعك فقال ﵇: إنك لههنا، ثم رمى بالقوس على الأرض فإذا هو ثعبان كالبعير فاغرًا فاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه فصاح عمر الله الله يا أبا الحسن! لا عدت بعدها في شيء، وجعل يتضرع إليه فضرب بيده إلى الثعبان فعادت القوس كما كانت فمضى عمر إلى بيته مرعوبًا" (٢).

(١) "تفسير القمي" ج١ ص١١٤، ١١٥
(٢) "كتاب الخرائج والجرائح" ص٢٠، ٢١ ط بمبئي ١٣٠١هـ

1 / 160