83

The Salafi Creed on the Words of the Lord of Creation and the Refutation of Vile Heretical Falsehoods

العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية

Daabacaha

دار الإمام مالك

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Goobta Daabacaadda

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Noocyada

قالَ: "أي: يعلَمونَ أنَّهُ كلامُ الرَّحمن" (١٣). والخبَرُ عن رَسولِ الله ﷺ وعن أصحابهِ المَرْضِيِّينَ ﵃، وأتباعِهم ﵏ في ذلك لا يَدْخلُ تَحْتَ الحَصْرِ، وفيما أوْرَدْناهُ من ذلك كافٍ لمَنْ طلبَ الحقَّ وأرادَهُ. • من المعقول: وأما دَلالةُ المَعقول على إثباتِ صفةِ الكلام لله تعالى فمنْ وَجْهَيْنِ: الوجه الأول: إنَّ الكلامَ صفةُ كمالٍ، وضِدَّها صفةُ نَقْصٍ، وهي: البكَم والخَرَس، وهذه الصِّفةُ إنْ وُجِدَتْ في المخلوقِ العاجزِ الضَّعيفِ كانتْ نقْصًا بيّنًا، فكيفَ يصلحُ إثباتُها لِمَن لَه الكمالُ المطلقُ سبحانه؟ وكيفَ يصحُّ ذلكَ وهو واهبُ الكمالِ للكاملينَ؟ أفيصحُّ أن يهبَ عبدَه ما هو عاجزٌ عن الاتّصافِ به من صِفاتِ الكَمال؟ إنَّ لله تعالى المثلَ الأعلى، والكمالَ من جَميعِ وجوههِ، وهو السَّلامُ المَلِكُ القُدُّوسُ المُتعالي عن المَعايب والنّقائص، فحيثُ نَفَيْنا عنه كلَّ عَيْبٍ ونَقْص فهو إذًا المتّصف بكَمال ضِدِّ ذلك، فلمَّا كانَ ضِدُّ الكلام نقْصًا نزَّهْناه عنه وأثبتنا لَه كَمالَ ضدِّهِ، ألا وهو الكلامُ الذي لا نظيرَ له، كسائرِ صفاتهِ.

(١٣) أثر صحيح. أخرجه الدارمي أبو محمد في "السنن" رقم (٣٣٥٥) وابن جرير في "تفسيره" ١/ ١٨٠. وإسناده صحيح.

1 / 93