وعلى العموم فإن من رأى أفعال الناس في بلاد المسلمين مما أشرنا إليه وهو عارف بالإيمان تبين له غربة الإسلام في ذلك الزمان وصيرورة الحظوظ الدنيوية والشهوات النفسية غايتهم ومقصدهم وسرهم في الخلق والإيجاد.
وهذا في الغالب الأكثر وليس عليه جميع المسلمين حيث إن الله تعالى لا يجمع الأمة على ضلالة ولا يعمها بالسفاهة والجهالة كما ثبت ذلك في صحيح الأخبار عن النبي ﷺ، وكما أخبر أيضًا أن في أمته أناس لا يزالون بهديه يستمسكون إلى قيام الساعة كما أن أكثرهم في أزمنة الغربة مخطؤون وعن هدي الرسول ﷺ ومنهاجه منحرفون ... وهذا مما زينه الشيطان واقتضته الطباع الناقصة والنفوس البشرية حتى إن ذلك يوجد من بعض العلماء المنتسبين إلى أحد المذاهب المعتصبين فلا يقبلون من الدين رأيًا ولا رواية إلا ما كان لأصحابهم به عمل أودراية، فيرفض السنن النبوية واتباعه ولو عرف أن الحق ليس مع مذهبه وقد يحمله التعصب على الطعن في الأئمة وثلبهم، وكذلك من المتعبدة والمتصوفة من يرى طريقة العلم سفاهة وضلالًا، ويدعي أن العلماء لم يشربوا من صافي الشريعة ومعينها. كبرت فرية وكذبة من هؤلاء المتصوفة.
وقال ابن غنام عن الذبح للجن تقربًا إليهم وقصد الذابح أن يبرأ مريضه من شكواه: "ومن العجب أن ذلك يفعل في بلدان العارض وغيرها لا ينكره أحد من علمائهم على من فعله بل منهم من يفتي الجهال بذلك فيقول: اذبحوا على هذا الصبي أو هذا المريض ذبيحة سوداء للجن