الأوربية في القرن التاسع عشر، وفي بداية القرن العشرين، خصوصًا قبل الحرب العالمية الأولى.
والصلة بين هذين الجانبين واضحة. فحينما تفقد
حياة ما أو مجتمع ما مسوغاته، لابدَّ أن يقوم بعمليات تعويض: يستبدل بمسوغات قديمة أو تقادمت، أو فقدت تأثيرها في الحياة الاجتماعية، بصفتها دوافع قوية للحياة الفكرية والعلمية والعسكرية والاقتصادية، يستبدل بها مسوغات جديدة.
فإذا لم تأت عملية التعويض كما ينتظر منها بالمسوغات الجديدة فماذا يحدث عندئذ؟
تحدث الأزمة الخطيرة التي يعيشها العالم المتحضر اليوم.
فالعالم المتحصر اليوم، يبدو أنه قد أخفق في عملية التعويض، سواء من الجانب الأدبي كمحاولة الوجودية مثلًا، أو من الجانب السياسي كمحاولة الرجوع لأصله الأوربي، بحثًا عن منطلقات جديدة لأفكاره ولنشاطاته