215

The Rhetorical System Between Theory and Practice

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

Daabacaha

دار الطباعة المحمدية القاهرة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٠٣ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٣ م

Goobta Daabacaadda

مصر

Noocyada

وأصالته، لأنه إذا افتقر حبس فقره على نفسه، فلا يجعل أحدا يشعر بحاله ولكنه إذا اغتنى أشرك أصحابه في ماله. والشاهد في الأبيات: أنه عبر عن المسند إليه في قوله: "أبو مالك" في أول الأبيات وآخرها بصيغة العلم قاصدًا بهذا إحضار مدلوله بشخصه باسمه الخاص حتى لا يلتبس بغيره. وقد يكون الغرض من التعريف بالعلمية: تعظيم المسند إليه أو إهانته أو تعظيم غيره أو إهانته، وذلك كما في الألقاب والكني التي تدل على معان محمودة أو مذمومة. فإذا ما أردت تعظيم المسند إليه قلت: أقبل علينا عز الدين - مثلا - وأقبلت نور الهدى. وكأن تقول: حضر أبو الفضل، وجاءت أم السعد. وإذا ما أردت تحقيره قلت: رحل عنا أنف الناقة: وغادرنا صخر، وكأن تقول: جادلنا أبو جهل واستمعنا إلى أم الدواهي. فقد أتيت بالمسند إليه - في الأمثلة السابقة، قاصدًا تعظيمه في المثل الأولى، وقاصدًا إهانته في المثل الثانية. فإذا ما أردت تعظيم غير المسند إليه، قلت "أبو الفضل رفيقك" وإذا ما أردت إهانته قلت: "أبو لهب صديقك". فالتعظيم والإهانة - في العبارتين - لغير المسند إليه - كما ترى. وقد تقصد التفاؤل بالمسند إليه أو التطير منه - إذا كان في معناه قبل التسمية به - ما يتفاءل به، أو يتطير منه.

1 / 218