ويقوم موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ في هذه المسألة على الإيمان بها وإقرارها في حدود الشرع وضوابطه، كما هو موقف أهل السنة، والذي سبق بيانه وفي منهجه هذا رد على من وصف دعوته بأنها: تنكر كرامات الأولياء وتسلبهم الاحترام والتقدير١، يقول ﵀ عن ذلك: " وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله.."٢.
ويقول ﵀: "وأما الصالحون فهم على صلاحهم ﵃ ولكن نقول ليس لهم شيء من الدعوة قال الله:﴾ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴿[الجن: ١٨] ٣.
ويؤكد الشيخ على أن دعوته الإصلاحية تحفظ للصالحين حقوقهم، فيقول: " الواجب حبهم واتباعهم، والإقرار بكراماتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال، ودين الله وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالتين.."٤.
وقال الشيخ ﵀: " حق أولياء الله: محبتهم، والترضي عنهم، والإيمان بكرامتهم، لا عبادتهم ليجلبوا لمن دعاهم خيرا لا
١ انظر: دعاوى المناويين لدعوة الشيخ، د. العبد اللطيف، ص١٤٢.
٢ مؤلفات الشيخ، القسم الخامس، الشخصية، ص١١.
٣ المرجع السابق، ص ١٠١.
٤ مجموعة مؤلفات الشيخ، ١/١٦٩.