وقد افتتح تعالى كتابه الذي أنزله على رسوله رحمة للعالمين بالبسملة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وافتتحت بها كل سور القرآن الكريم [ما عدا سورة براءة، التي يرى بعض العلماء إنها مكملة لسورة الأنفال] . وتكرر لفظ الرحمة ومقتضياتها كثيرا في القرآن الكريم وكذلك في سنة الرسول ﷺ.
وقد وعد الله تعالى أهل الحق من المؤمنين الذين يقومون بمقتضى إيمانهم برحمته، فقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ . [التوبة: ٧١]
وأهل الحق المتصفون بالرحمة يطلبون من ربهم أن يرحمهم، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ . [البقرة: ٢٨٦]